قصة مؤثرة من تأليفي الجزء2

وصلت الرسالة إلى "فاطمة"،فقرأتها جيدا..وفهمت كلماتها، كلمة ،كلمة إن لم أقل حرفا ،حرفا..وتنهدت وكظمت غيظها، وأسلمت نفسها لمشيئة الله..وخانها حظها عندما خانني أعز أصدقائي ، فحدث ما حدث، وتزوجت"فاطمة" ونجبت "نجوى"، وكانت يد القدر أقوى..فخطفت منها وحيدتها ،وأباها..ولم تترك لها سوى الليل والدموع..
كنت قد لاحظت ذلك عندما عدت إلى القرية محملا بالأشواق والقبلات..وكاد قلبي يسبقني إلى بيت"فاطمة" ورغم كل هذا فقد قمت بالواجب،وذهبت لزيارتها ،ولم أكن أعلم بالخبر حين سألتني والدتها قائلة: كيف حال زوجتك؟ ولماذا لم تأت معك؟..

لقد فاجأتني هذه الأسئلة ..لكنني تجلدت وقلت: عن أي زوجة تتكلمين يا خالة؟..فأدارت بوجهها ،وانصرفت من أمامي وهي تتمتم ،وكأن الدنيا قد قامت بقدومي..
ولم يكن كلام"فاطمة" أقل سخط و شماتة من كلام والدتها حين قالت: ماذا تريد مني الآن؟..لقد جئت متأخرا كثيرا..وكيف سمحت لك زوجتك بزيارتي؟.. إنها تبدو لطيفة أليس كذلك؟.. سافه..تافه..خائن..قالت ما بدا لها وأنا واقف في مكاني لا أدري عما تتحدثان هي ووالدتها..وتقدمت منها لأسألها عن سوء الاستقبال الذي بدر منهما..لكن "فاطمة" أغلقت الباب من ورائها وغابت دون أن أعرف منها ولو كلمة واحدة..
بقيت وحدي في الغرفة بعدما هجرتني"أميرة قلبي" ،فعدت بخطى متثاقلة ونفس يائسة..وسألت نفسي وأنا أجوب تلك التلال المترامية ،التي أصبحت تخفي من خلفها سرا..لا أحد يمكن أن يكتشفه..سوى هموم الليل وقسوة الدموع..ولفحات الشوق والألم..
ومرت الأيام والليالي..
وانتشر خبر عودتي بين أهل القرية..فأسعد بعضهم..وأشعل نار الغيرة في قلوب البغض الآخر..وربما تكون"فاطمة" من البنات اللواتي تكاد الغيرة تفتك بقلوبهن..فلهذا لم تسعد لقدومي..ولم تفرح بلقائي..بل ظلت ساخطة علي طول الدهر..لست أدري إذا كانت ما تزال تشعر بالخيانة ..رغم أنني لم أخنها بل حضها هو الذي خانها..حين أوقعها في مصيبة أكبر بكثير من طاقتها..فتوهمت بأنني يمكن أن أتخلى عنها..ولكن..
لماذا اللوم؟..ولماذا الندم؟..
وحل الليل ..وانتحرت الدموع على أسوار الأشواق ،فبانت التجاعيد على الخدين المتوردتين، وانكسرت الرموش ،وغاب الأمل حين تبددت الأحلام..وأصبحت قصة "فاطمة" تروى على كل لسان..
والذكريات باقية بقاء الليل والدموع..
لم تتزوج "فاطمة" بعد ذلك أبدا..وعاشت بقية عمرها..بين ذكرياتها مع ابنتها"نجوى" ،وبين خيانة زوجها، وبين هذا وذاك كانت النهاية ،فما أقسى هذه النهاية ..ولكن..

شكرا على القصة المؤثرة

شكرا على مروركم العطر

شكراا لك اخي المعلم قصة رائعة .

ما اصعبها هذه النهاية