ان كان ذالك يريح ضميرك الديني فلا مانع لدي؟؟؟؟؟؟؟

إن كان ذلك يريح ضميرك الديني فلا مانع لديّ”
بهذه العبارة أجابتني فتاة هولندية طلبت منها أن أقرأ عليها عقد الزواج المؤقت في تجربتي الأولى قبل ستة أعوام، وهي عبارة سمعتها أكثر من مرة من الهولنديات، على خلاف الفتيات المسلمات ممن لا يمتلكن معرفة وافية بالزواج المؤقت، إذ يفرضن عليك جدلا فقهيا في غير محله. لن أستطيع أن أضيف المزيد حرصا على خصوصيتي الشخصية”. يلخص سعد 26 عاما من أمستردام، تجربته مع الزواج المؤقت في هولندا في حديث لإذاعة هولندا العالمية.

عراقيو الجيل الثاني
وعلى الرغم من اهتمام بعض أبناء الجاليات الباكستانية والإيرانية في هولندا بالزواج المؤقت أو زواج المتعة، إلا أن شهرته في هولندا تعود إلى ظهور الجيل الثاني من أبناء الجالية العراقية، التي اتسع حضورها في المجتمع الهولندي.

ويعتقد متابعون للشؤون الاجتماعية أن زواج المتعة ضرب من ضروب المساكنة التي تساعد على تفهم الآخر قبل الاقتران به بزواج دائم. وقد ساعدت آراء فقهية مرنة على اتساع رقعته في هولندا التي تشهد إقبال عدد غير قليل من الشباب المسلم، الشيعي خصوصاً، على اعتماده كمخرج شرعي لعلاقاتهم الجنسية العابرة.

المتعة والعرفي
وزواج المتعة أو الزواج المؤقت، كما يقره المذهب الشيعي، هو عقد زواج حاله حال الزواج الاعتيادي، ولكن يكون الطرفان فيه متفقين على موعد للانفصال أو انتهاء المدة المحددة ولا يوجد في زواج المتعة توارث إلا مع الاشتراط. ولا ضرورة للطلاق إذ ينتهي مع انتهاء مدة العقد. ويختلف عن الزواج العرفي، الذي بدأ يشيع لدى أتباع المذاهب السنية، بأنه لا يشترط حضور شاهدين في إجراء العقد إذ يمكن أن يتم بين طرفي العلاقة دون حاجة لشهود ويكفي أن يقرأ الرجل العقد وتوافق المرأة .
وثمة من يتزوج زواج متعة مع امرأة تربطه بها علاقة جادة، وربما يعيشان معا بالأصل
وهناك من يلجأ إلى زواج المتعة لإضفاء الشرعية الدينية على العلاقات الجنسية العابرة


تجنـّب الحرام
في حديث لإذاعتنا، أشار رجل الدين الشيعي حسين السيد جابر السماوي من مدينة “خروننغن” إلى الدور الإيجابي لزواج المتعة في الحياة الاجتماعية في هولندا، قائلا:

“إن ظهور جيل ثان في أوساط جاليات مسلمة حديثة العهد في هولندا، ساهم في توسيع إطار العلاقات بين أبناء هذه الجاليات وبين الهولنديين، أشرفت شخصيا على عقد الزواج المؤقت للعشرات من الشباب، وأستطيع القول أن نسبة غير قليلة من هذه الزيجات المؤقتة جاءت إثر التعارف في أماكن الدراسة والعمل، وغالبا ما تربط طرفي العلاقة رغبة في التواصل الجسدي إثر معرفة تعمقت أثناء العمل أو الدراسة، والزواج المؤقت يجنّب المسلم أو المسلمة من الوقوع في الحرام كما يساهم في عملية الاندماج الثقافي والاجتماعي، على أن الاندماج ليس هدف العلاقة “.

الرومانسية

يعتقد “بشير” 20 عاما أن الزواج المؤقت ليس حلا ناجعا في جميع الأحوال لإقامة علاقة جنسية شرعية:

“حينما أفاتح الطرف الآخر بحرصي على الجانب الشرعي في العلاقة، أكون قد أعربت عن نية صريحة في ممارسة الجنس، وذلك ما يفسد العلاقة، فحتى الفتاة الراغبة في إقامة علاقة جسدية عابرة تحتاج إلى تمهيد رومانسي كتبادل القبل والملامسة والمداعبة الخفيفة وهذا ما لا يسمح به الشرع إلا بعد إتمام عقد الزواج المؤقت”.

المقبولية الاجتماعية
قد يكون من الصعب جدا خلق مقبولية اجتماعية لزواج المتعة حتى في البلدان الإسلامية الأكثر حرصا على تطبيق الشريعة الإسلامية. ففي إيران مثلا، والتي يستند فيها القانون إلى الفقه الشيعي الذي يجيز الزواج المؤقت، فشلت السلطات في خلق المقبولية الاجتماعية لهذا النوع من الزواج، على الرغم من فاعليته في مواجهة مشاكل اجتماعية عديدة.
ولعلها مفارقة ذات دلالة هامة أن تكون البلدان الأوربية المجال الأفضل لانتشار الزواج المؤقت في أوساط الجاليات المسلمة، عن هذه النقطة يوضح السماوي:

“إن الفسحة الكبيرة للحرية الشخصية المتوفرة في هولندا تخلق مقبولية اجتماعية للزواج المؤقت، فثمة انفكاك هنا من القيود العرفية، على خلاف البلدان الإسلامية التي يهيمن فيها العرف على الشرع ويجعله خاضعا له”.

تجربة شخصية
يعيش عباس العراقي ولبنى المغربية في شقة مشتركة في مدينة لاهاي منذ أعوام، ضمن علاقة زواج مؤقت تحظى بقبول عائلي، عن هذه التجربة قال عباس لإذاعتنا:
“لم أواجه أي اعتراض هنا من قبل أفراد عائلتي، ولكن الأمر كان مختلفا قبل مجيئهم (العائلة) إلى هولندا، كانوا ينظرون إلى علاقتي بلبنى من موقع الرفض والاستغراب، أعرف أصدقاء صعب عليهم إقناع عوائلهم في العراق بارتباطهم بعلاقة زواج مؤقت، ويحتالون بالقول إنهم في مرحلة خطوبة، تمهيدا لزواج دائم”.

الجنس الحلال
ولا يعني الاهتمام بتطبيق الزواج المؤقت حرصا على التمسك بتنفيذ الواجبات الدينية، فثمة العديد ممن يلجأ إلى تطبيقه تحت ضغوط الخوف من ارتكاب الزنا، وما يولد من شعور كبير بالذنب، خاصة في حالة الحمل والإنجاب، عن هذه النقطة يقول (حسام) 32 عاما :

“أعمل منذ سنوات في مجال التوجيه الاجتماعي وبين حين وآخر يطلب مني زملاء ومراجعون أن أقرأ لهم النص العربي للزواج المؤقت، من بين أكثر من عشرين شخصا قرأت لهم صيغة الزواج أعرف شخصا واحدا ملتزما بالواجبات الدينية، أما الآخرون فأعتقد أن الخوف من معصية الزنا هو الذي جعلهم يلوذون بالزواج المؤقت كمخرج شرعي للعلاقة”.

صحيح أن العثور على شبان مستعدين أن يتطرقوا لتجربتهم الشخصية مع زواج المتعة لم يكن سهلاً، ولكن يبدو العثور على فتاة مسلمة تتطرق لنفس الموضوع أمرا شبه مستحيل، وهو ما يدفع للقول أن زواج المتعة لا يزال يحتفظ بطابعه الذكوري، حتى في المجتمعات التي تتوفر على فسحة كبيرة من الحرية الشخصية

المصدر اذاعة هولندا العالمي