دفء الأجساد ... أم دفء القلوب ؟؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


ها قد ودعنا نسائم الصيف الحارة ... وبدأت تلوح في الأفق رياح ضيفنا الجديد بنسائمه الباردة وقرصاته اللاذعة على أجسادنا ..

وبدأت معه عملية الاستنفار والرحلة المكوكية للبحث عن الثياب والمعاطف الدافئة .. وتهيئة المكان بوسائل التدفئة المتاحة ..

وهذا الأمر لابد منه .. فالدفء وحرارة الأجساد .. تستحق هذا العناء وهذا المجهود .. فهي نعمة عظيمة .. لا يعرفها إلا من حُرم منها . .. والأجساد بحاجة لهذا الدفء .. وخصوصا لتفادي الهدايا الغير محببه التي يقدمها لنا ضيفنا العزيز ..

هكذا حالنا مع قرصات البرد على أجسادنا والتي تمتد إلى ما يقارب أرباع السنة ..

إلا أن قرصات البرد اللاذعة .. والتي تحلُ في ضيافة قلوبنا وعواطفنا وأحاسيسنا تمتد إلى نهاية السنة ..

وللأسف .. لم نسعى للبحث عن الدفء لها .. ولعلى ذلك راجع إلى تتابع النسائم الباردة عليها .. والتي حولت تلك القرصات العابرة إلى مرض دائم .. لم نعد نفكر في البحث عن علاج للتخلص منها ..

فهذا برود قلبي قاتل اتجاه الذنوب والمعاصي واللهو الباطل .. معصية تقود معصية .. ولهو يقود منكر .. وهكذا حالنا ..

ولم تعد تلهب مشاعر الكثير منا تلك المعاصي والذنوب .. ولم نحاول البحث عن دفء التوبة والاستغفار لها .. والله المستعان

*****

وهذا طقس جاف أحاط بعلاقاتنا الاجتماعية .. والتي أصبحت شكليات لا روح فيها بل خالية جوفاء من كل معانى الدفء الاجتماعي .. والمشاعر الإيمانية والأخوة الحقيقية التي رسمها لنا شرعنا ..

وأخص بالذكر .. ما حل في ضيافة علاقتنا الزوجية من روتين بارد .. وجمود في العواطف القلبية ..

جمد اللسان .. وأمات الكلام .. وقرص الحب والوئام وكل معاني الدفء العاطفي

*****

وتمر السنين .. لتتحول تلك القرصات الباردة .. إلى صقيع يتصدع نحو مصائب الأمة المفجعة ..

نقف بعيدا نسمع آهاتهم ونرى نكباتهم .. وما هي إلا لحظات .. ونمضي في دروب الحياة وكأن الأمر لا يعنينا ..

لم تعد مشاعرنا تلتهب اتجاه .... أحزانهم .. وجروحهم .. ومصائبهم .. وقلوبهم التي تئن .. وعيونهم التي تقطر دما .. لم تعد تخنقنا العبرات .. ولم تعد تحرقنا الدمعات عليهم ..


وبعد .. هناك أسئلة تتجلى في خاطري أيها المسلم ..

إلى متى سوف تبحث عن الدفء لجسدك .. وتهمش قلبك وعواطفك وأحاسيسك ؟؟

متى سوف تسطع شمسك .. وينقشع ظلامك ؟؟
منقووووووول