تــــــــــــــــــــــذكر المـــــاضي

تذكر الماضي ،الانغماس في استحضاره،والحزن لمآىسيه حمق وجنون،وقتل للإرادة وتبديد للحياة الحاضرة .إن ملف الماضي عند العقلاء يطوى ولا يروى ،يغلق ابدا في زنزانة النسيان،يقيد بسلاسل الإهمال،ويوصد عليه فلا يرى النور،لأنه مضى وانتهى ...
لا الحزن يعيده ،ولا الهم يصلحه ،لا الغم يصححه ، لا الكدر يحييه ، لأنه عدم ..
القراءة في دفتر الماضي ضياع للحاضر ،وتمزيق للجهد،ونسف للساعة الراهنة ،انتهى الأمر وقضى ،ولا طائل من تشريح جثة الزمان .


لا تلمنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــي !!
يظن بعض الناس أنه عندما يلوم الآخرين على أخطاهم التي ربما تكون لا ترى إلا بالمجهر.. أنه يقترب منهم، أو يقوي شخصيته بذلك ،
والحق أن ليس الذكاء والفطنة أن تستطيع اللوم... وإنما تجنبه قدر المستطاع..وتسعى للإصلاح بأساليب لا تجرح ...ولا تحرج ...
والملوم يعتبر اللوم سهما حادا يوجه غليه .. لأنه يشعره بنقصه
إذن اللوم كالسود الذي يجلد به الملائم ظهر الملوم ....فأرجوك لا تلومني فأنا لا أبكي على اللبن المسكوب .
فالناس لا تنظر إلى الوراء ولا تلتفت إلى الخلف،لأن الريح تتجه إلى الأمام ،والماء ينحدر إلى الأمام والقافلة تسير إلى الأمام
،فلا تخالف سنة الحياة .

تذكـــــــــــر :
يامن من تعيش في كابوس الماضي وتحت مظلة الفائت ......أن الذي يعود للماضي كالذي يطحن الطحين وهو مطحون أصلا ..