الحقيقة أسئلة كثيرة وردتني يقولون فيها أن بعض أهل العلم من الفضلاء منهم من يقول أن النقاب مستحب ومنهم من يقول أن النقاب واجب وخارج عن أهل العلم جميعًا من يقول أن النقاب حرام لأن هذا القول لا يقول به عالم قط قرأ شيئًا في هذا الباب ، .
إنما أهل العلم على قولين:
1-منهم من يقول أنه مستحب.
2- ومنهم من يقول أنه واجب.
وعلي من يتحير بين القولين فماذا يفعل ؟
مشهورة عند أهل العلم يقولون مذهب العامي مذهب من يفتيه وأنت أكيد أهل العلم عندك مرتبين عندك العالم رقم واحد رقم اثنين رقم ثلاثة رقم أربعة رقم خمسة إذا لم تجد العالم الأول تأخذ بقول العالم الثاني تأخذ بقول العالم الثالث تأخذ بقول العالم الرابع وترتيب العلماء عندك كرجل عامي غير متخصص في الشريعة يكون بالأدين بالأعلم والأورع.
حتى أنهم قالوا العامي مقلد في كل شيء إلا في اختيار من يقلده فإنه مجتهد .
فاليوم العالم الفلاني هو عالمك التي تثقين فيه وتأخذين فتاواك منه فإذا أفتاك بقول فالتزمي قوله إلا أن يأتي عالم أخر يفند قول العالم الأول ويأتي بأدلة نيرات وهذه الأدلة وقع في قلبك أن هذه الأدلة صحيحة فيمكن أن تتبع العالم الثاني .
لكن إذا لم يكن عندك تمييز بين هذا ولا ذاك يبقي أنت عندك العالم الأول الذي تتبعه اتبع قوله ولا شيء عليك فيه ، لكن لا يجوز لك أن تأخذ من كل عالم ما يوافق هواك وتقول أن كلهم فضلاء وكلهم ممتازين ، فهذا ممنوع ، أهل العلم منعوه, لأنك لما تركت قول هذا العالم وأخذت قول هذا لم تنتقل من هذا إلى هذا بدليل إنما انتقلت بهواك .
وأذكر مرة أن بعض الأخوة اتصل بي وقال أن أختي تأبي أن تلبس النقاب وتقول أن الشيخ الألباني رحمه الله يقول باستحباب النقاب والألباني عندها هو العالم الذي لا يخالف ، وأنا لن أدخل معها في كلام ، قلت له هي تلبس ذهبًا غوايش وخواتم قال: نعم ، قلت له خليها تخلعه لأن الشيخ الألباني يحرم الذهب المحلق على النساء ، والذهب المحلق أي الذهب الذي على شكل حلقه والشيخ ناصر يري تحريم الذهب المحلق ، فإن كانت تريد أن تتبع الشيخ الألباني كما تقول هي أن الشيخ الألباني هو أعلم الدنيا وأنا لا أخالف فتاوى الألباني إلي آخره فلابد أن تلتزم كل فتاوى الألباني طالما أنها اختارت الألباني وهو العالم الأول عندها إلا أن يكون عندها دليل أنها تخالف الألباني في المسألة الفلانيه ، ونحن قد اتفقنا من الأول أنها من العوام أي لا تميز ولا تعرف طرائق الاستدلال ولا تعرف كيف تتعامل مع الأدلة ، فهي عندما اختارت القول الأول في مسألة النقاب من كلام الشيخ الألباني رحمه الله وتركت القول الثاني علمنا أنها متبعة لهواها .
ونحن نقول أنك على قول العالم الذي تقلده أنت ،
وأنا أقول النقاب أهل العلم يقولون أن المرأة في زمان الفتنة لاسيما في زماننا تغطي وجهها وأنا لا أحسب زمانًا استعرت فيه الفتن مثلما استعرت في زماننا ونحن نرى حوادث الاغتصاب وحوادث الخطف كثيرة تقرأها في الجرائد وتراها في التليفزيونات والفضائيات وغير ذلك ، فضلاً عن أن هذا هو شعار العفة ومن فعلت ذلك إنما تقتضى بأزواج النبي صلي الله عليه وآله وسلم ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ) [ الأحزاب: 59]
وأيضًا هذا الاحتجاب الذي هو حجاب البيوت هو أيضًا من صفات نساء أهل الجنة قال الله تبارك وتعالى (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ) أي مقصورات على أزواجهن وقال تعالي ( قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ) أي طرفهن لا يمتد إلى غير أزواجهن
فلذلك نحض الأخوات بالسرعة في ارتداء النقاب ولا داعي للتأجيل أو التأخير إلى رمضان ، فلما هذا الأمل الطويل أليس من الجائز أن تموت قبل رمضان وهذا التسويف إنما هو من حبائل الشيطان ولابد من العزم على الفور بارتداء النقاب ولا تخرج إلى الشارع في المرة الأولى باكر أو اليوم إلا وقد سترت نفسها وأنا ادعوا سائر نساء المؤمنين إلى ستر وجوههن وذلك هو شعار العفة وكان فيما مضي يقولون على الإنسان السيئ القبيح فلان خلع برقع الحياء ، والبرقع هو الغطاء التي تغطي أو تستر به المرأة وجهها