هذه القصة مهداة لمن يحبون بلا أمل
و لكل من كان أو مازال يستمع لإذاعة bbc
الحب بين الإذاعة و الأنف
- كانت تبكي بحرقة أثارت مشاعري و أخافتني فهي قليلا ما تذرف الدمع
ولم أعرفها إلا مبتسمة و ضاحكة طوال العام,صديقة عمري تتألم.....
-مابك يا "غالية"أسأل
-ردت بصوت كله دموع أنا عاشقة ,أنا أحب من لا يشعر بحبي,أنا أهوى أغرب و أروع الرجال
لن تتصوري كم هو مميز و جذاب,كتمت هذا العشق ولم أستطع أكثر,أنت صديقتي المفضلة والوحيدة
أريدكي أن تحملي معي هذا الحب لم أقدر لوحدي...
صعقت من كلامها و صرخت مندهشة:لكن لا يمكن أن تحبي ؟؟؟؟
كيف يمكن أن تقعي في الحب و طالما سخرنا من قصص الحب الحمقاء,بعدما ضحكنا على التلفزيونات
العربية التي لم تكتف بالحب المحلي لتستورده من المكسيك و فنزويلا-حاليا من تركيا و إيران-
لتصيبنا بتخمة عاطفية سمجة,أتنسين عهدنا أن لا نستسلم لرغبة الشعور بالحب
و أن نحارب الهوى الذي لا يجلب إلا الهوان والضعف,و أن نؤمن بالعقل والذكاء و سيادة الإحترام
بين الرجل و المرأة ,و أن الحب ماهو إلا لفظ سخيف من حرفين...
لماذا يا غالية و كيف وقعت في سطوة حب لا يرحم؟؟؟؟
-ردت بإستسلام:إنتهى كل شيء الأن لا مجال للعتاب واللوم,أنا عاشقة مجنونة معذبة و لم أتصور أن
الحب سيهجم بكل قوته على قلبي المغرور و ينصب من أهواه أميرا مطاعا و أجهشت ببكاء حار .....
إحتضنتها بصدق و حقدت أكثر على الحب لأنه سلبني مرح وتميز صديقتي الرائعة...
-لم أتمالك نفسي من الضحك الهستيري عندما أرتني حبيبها,لم أتخيل للحظة
أن من عذب الغالية هذا الرجل الذي يبدو مهرجا فاشلا مطرودا من سيرك مفلس, لم يكن شكله ما
أضحكني بقدر ما يوحي به ذلك المنظر فهو يبدو بليدا من عينيه النائمتين,و أنفه الفارع الطول كما
جسمه لا ينبؤ بقوة الشخصية والشجاعة كما عند " سيرانو دي برجاك" بطل "الشاعر" بقدر ما يؤكد
على النقيض,و لباسه يرتدي الأحمر مع الأخضر أي ذوق لهذا المهرج؟؟؟؟؟؟؟
و إلتفت لصديقتي العاشقة فإذا دموعها تنزل ,إعتذرت لها و شعرت بفداحة ما فعلت أن أهزأ
بمحبوبها ....
ردت عليا :إني أراه أوسم الرجال و أذكاهم و أطيبهم ,عيناه نا ئمتين تواضعا أغرق في بحورهما
دونما وعي,و أنفه أه كم يدهشني أنفه,ولا أظن أني كنت سأحبه لولا أنفه,إنه شاعري هرب من
المنفلوطي إليا,و إختياره للألوان دليل على صراحته و نبذه للنفاق ,و عندما يلتقي الأحمر و الأخضر
معناه يقبل كل الأراء إنه " ديمقراطي " بطبعه......
-إندهشت من كلامها و أعترفت أن الحب ليس أعمى فقط بل مجنون ,مسكين و غريب الأطوار و
أقوى من الطبيعة و المنطق.....
-لن أنسى ما حييت ذلك المساء الماطر عندما تأخرت صديقتي في العودة
للحي الجامعي و عندما وصلت كانت مبتلة تماما و ترتجف من البرد ولم تنتظر حتى أسأل بل تحدثت و
تحدثت شعرت أن قلبها من يحكي.....
إني أزداد هياما به , كنت أسترق نظرات الحب إليه كعادتي و لمحته يتأملني من بعيد بعينيه الرائعتين
فبادلته النظرإلى أن غادر و رحل.....
-دفعتها بقوة و غضب و حزن ,أمس نزعت بسم الحب رداء الكرامة و عزة النفس ,اليوم خلعت بكل
قرف رداء الحياء والحشمة , غدا لأجل مهرجك ماذا سترمين؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ثم منذ أشهر و أنت تتعذبين في حبه ,إعترفي له إذن مادمت تشعرين أنه يبادلك الحب ولتنتهي
هذه العلاقة المقرفة السخيفة,صفقت الباب خلفي بعنف و تركت لها الغرفة....
بعد مدة عدت و تفاجأت بها تستمع لإذاعتها المحببة التي لا تهجرها أبدا, وبادرتني بإبتسامتها الرائعة
التي عرفتها قبل الحب و قالت: أنت رائعة لقد هديتني لحل نهائي لهذا الحب سوف أكمله أو أنهيه
و أردفت بتحدي و إصرار غريببين ,أنا أحبه لأني واثقة أنه ذكي و مثقف و شخصية مميزة,و لن
يطيح بأسطورة حبي له إلا إذا كان عكس ذلك ,وسأعرف إن كان كما صوره لي خيالي أو أني واهمة
عن طريق سؤال واحدووحيد....
-سألتها كيف ذلك؟؟
أجابت : هل يستمع لإذاعتي المفضلة أم لا
- بهذا فقط ؟؟؟؟؟
-نعم لأن إذاعتي المحبوبة لا تحوي إلا الثقافة والعلم و لن أتخلى أبدا عن إذاعتي لأجل أحمق مأفون
-تفاجأت بردها,إنها صديقة عمري عادت لرشدها.....
-و حضرنا خطة لكشف المحبوب ,كنا نستمع إليه دون أن يرانا ,و أحسست بقلبها يرتجف وهي
تستمع لكلامه, و تقول ما أعذب صوته إنه أحلى من نغمات "علي أسعد"
خفت كثيرا بل بشدة من أن صديقتي لا يمكن أن تنساه لأن صوته من الأصوات النشاز و كأنه بل مؤكد
يتحدث من أنفه,كل حروفه نانات ,سحق أنفه و ما يحويه كل الحروف المسكينة الأخرى,وحضرت
اللحظة الحاسمة حين أعلن أنه يستمع لأغاني الأطفال المضحكة و لا يعرف حتى أين تقع "لندن".
- تمت-