نجوم السامبا لم تكشف عن معدنها الحقيقي بسبب روبينيو "المتعجرف" ونيمار "الزائف" وألفيس "العاجز"، فهل يصحون من الغفوة ويتأهلون؟ دقت ساعة الحقيقة وأخذت قلوب البرازيليين تنبض بشدة بعدما شاهدوا
الأرجنتين بقيادة الفتى الذهبي ليونيل ميسي تنفض غبار التعادلين أمام
بوليفيا (1 - 1) وكولومبيا (صفر - صفر) وتتأهل لدور الثمانية في بطولة كوبا
أميركا بكرة القدم إثر الفوز الثمين على كوستاريكا بثلاثية نظيفة.
وبدأ عشاق السامبا يفكرون جدياً بمصير البرازيل في البطولة إذ بات
بحاجة للفوز من أجل مواصلة المشوار الصعب في ظل تقارب مستويات المنتخبات
المشاركة وطريقة الأداء المعتمدة في الأساس على مهارات اللاعبين الفردية،
وإن لم تتفجر بقوة حتى اللحظة كما عهدناه في النسخ الماضية!.
ولا شك بأن البرازيل لا تقارن نفسها في القارة الأميركية الجنوبية
إلا بغريمتها الأرجنتين صاحبة الرقم القياسي بحمل لقب البطولة (14 مرة)
بالمشاركة مع الأوروغواي فيما احتفلت به بلاد السامبا ثماني مرات.
الفضيحة حال الخسارة
ويبدو أن لاعبو البرازيل الذين فشلوا في تحقيق انتصار حتى الآن بعد
تعادلين سلبي مع فنزويلا و2 - 2 مع باراغواي يخشون الفضيحة أمام الإكوادور
في مباراة الفرصة الأخيرة ضمن المجموعة الثانية إذ أنهم مهددون بالتخلي عن
اللقب الذي يحتفظون به في النسختين الماضيتين، فإما يعبرون خصمهم ويحذون
حذو الأرجنتين وإما الوداع بعد أداء سيئ لا يعبر عن المعدن البرازيلي
الأصفر.
البرازيل لم تظهر في المباراتين الماضيتين بالصورة المعهودة، وغابت
عن السامبا أهم السمات التي تميزه عن نظراءه في العالم ألا وهي جماعية
الأداء وكثرة المثلثات في الملعب وإطلاق العنان للمهارة الفردية لقول كلمة
الفصل في الثلث الأخير من الملعب، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث! فالمنتخب
البرازيلي أقل من عادي ولاعبوه لم يطبقوا مقولة الأسطورة بيليه: "اللعب
للمتعة والإنتصار".
الصحافة البرازيلية ضخمت نيمار
ولعل الصحافة البرازيلية أعطت المهاجم نيمار حجماً أكبر مما يستحق
عندما قارنته بميسي أو حتى البرتغالي كريستيانو رونالدو وصورت نجمها بأنه
الشاب المعجزة الذي يحمل آمال البرازيليين ولكن ما شاهدناه في البطولة حتى
الآن لاعب عادي ليس بمقدوره الإقتراب من مستوى ميسي وإن كان الأخير في أسوأ
حالاته حالياً!.
ولم تدرك الصحف البرازيلية أنها قد تقتل الروح في إبن بلدها نيمار
الذي يحمل وزر الهالة الإعلامية التي فرضت عليه وبات يفكر في الخروج من
المأزق بلمحة فنية أو بهدف رائع أو بمراوغات فردية يبرهن من خلالها أنه أهل
لثقة البرازيليين، لكنه فاقد التركيز ومتعثر في الملعب فضلاً عن كونه سريع
الإستسلام للرقابة الدفاعية أمام الخصوم؟.
المطلوب من البرازيل
المطلوب من البرازيل إقناع الجمهور والعمل على تغييرات جوهرية في
الأداء يقوم بها المدير الفني مانو مينزيس على شاكلة تلك التي أجراها مدرب
الأرجنتين سيرجيو بابتيستا للتغلب على العقم الهجومي لنيمار وباتو وروبينيو
الذي يحملون أسماء كبيرة لكنها عاجزة عن التهديف!.
وقد يكون البرازيليون غير مكترثين لمنتخب بلادهم بقدر ما يسعون
لرفع أسهمهم في البورصة الأوروبية لأن التفكير السائد لدى البعض منهم بحسب
المشاهدات تدل على أن نيمار لعب في مباراة فنزويلا لنفسه وكان بإمكانه منح
أكثر من كرة لزملاءه من أجل التسجيل.
أما روبينيو فقد لعب مرفوع الرأس جسدياً و "خائب الرجا" فنياً وظهر
عليه الإستهانة بلاعبي فنزويلا ما دفع المدرب لعدم إشراكه في المباراة
الثانية أمام باراغواي أما داني ألفيس جناح برشلونة الطائر فلم يقو على
الطيران وكان نقطة ضعف البرازيل.
علامات استفهام كثرة على أداء البرازيل "حاملة اللقب" في كوبا
أميركا، فهل تتجسد الغيرة فتيان السامبا ويقضون على الإكوادور بثلاثية كما
فعلت الأرجنتين مع كوستاريكا؟ أم أننا على موعد مع وداع تاريخي للسامبا من
الدور الأول؟.