علّمتْهُ الحياة .. " بقلمي "

بعدَ انتهائهم من وجبةِ العشاء ، اجتمعتِ الأُسرة ، فبدؤوا بالتّسامُرِ والحديثِ مع بعضِهِم إلى أن أشارَ الجدُّ لأحفادِهِ وأبنائِه بالسُّكوتِ والإستماعِ له ، وبعدَ أن صمتَ الجميع قال لهُم: سأحكي لكُم قصّة:

قد كانَ هُنالكَ في أحدِ الأزمانِ الماضيةِ البعيدة ، أُسرةٌ مُتحابّة ، حباهُمُ الله حبُّ الخيرِ والعمَل ، فطلبتِ الأمُّ من الأبِ أن يُعلّمَ ابناهُما أمراً ودرساً من دروسِ الحياة بطريقةٍ ترفيهيّة جميلة تصلُ لقلبهما وعقلِهِما بتقبُّلٍ لها عن طيبِ نفس ، فيستوعبون ما قيل ليؤثّرَ ذلك فيهِم ، وينقلونهُ لأبنائِهِم في قادمِ الأيّام ، فاقترحت عليهِ أن يلعبَ معهُم لُعبةَ " الكنز " .

اجتمعَ الأب والأمّ بابنيهِما بعدَ وجبةِ العشاء ، وكما هيَ العادة فهذا هوَ وقتُ اجتماعِ الأسرة مع بعضِها ، وتجاذب أطراف الحديث مع بعضِها ، فأخبرَ الأبُ أبناءهُ بأنَّ هُنالكَ كنزٌ في المنزل ، عليهِم أن يبحثا عنه ، وقد قرّرتِ الأمّ أن تشتركَ مع أبنائها بالبحثِ عن هذا الكنز ، وبالفعل بدؤوا البحث عن هذا الكنز في المنزِل ، وقد كانوا في قمّةِ الحماس .

وهُم يبحثون أحسَّ الأخوان بخطئٍ في طريقةِ بحثِهِم ، فقد مرَّ وقتٌ ليس بالقليل وهُم لم يجدوا شيئاً ، فاجتمعا بأُمِّهِما ، ثمَّ قرّروا أن يُقسّموا العملَ والبحثَ بينَهُم ليكونَ ذلك أسرع وأيسر ، فقسّموا العملَ بحسبِ الأماكن ، فتسلّمَتِ الأمّ مُهمّة البحث في الدّورِ الأرضي ، وأحدُ الأخوانِ في الدّورِ الأوّل ، أمّا الأخُ الآخر فقد تسلّم مُهمّة البحث في الدّورِ الثاني .

بعدَ جُهدٍ جهيد ، وعملٍ مُتواصِل ، استطاعوا أن يصلوا للكنز ، وقد فتحوا العُلبة ، ووجدّوا فيها ورقة كُتِبَ فيها:

هُنالكَ من الأعمال ما نحتاجُ فيه للعملِ الجماعي لنُسهّلَ من العملِ ونختصرُ فيهِ الوقتَ والجُهد .

الحياةُ فُرصة ، إن لم تستغلّ هذهِ الفُرصة قد لا تجد فُرصةً أُخرى ، والحياةُ جُرأة ، إن لم تتجرَّأ في اتّخاذِ قرار فأنت تُضيعُ الفُرصة ، والحياةُ تفكيرٌ في المُستقبل ، إن لم يكُن عندكَ تفكيرٌ في المُستقبل فقد تظفر بحياةٍ قاسية .

عليكَ بتقديرِ العملِ وما يتطلّبُه ، وعليكَ باغتنامِ الفُرصة ، والجرأة في اتّخاذِ القرار ، وكذلك التّفكيرُ في مُستقبلٍ قبلَ اتّخاذِ القرار " .

مِن خلالِ تجربتي في هذهِ الحياة ، أحببتُ أن أُعطيَكُم بعضاً ممّا سيُفيدُكُم في حياتِكُم ، فأنتم امتدادٌ لي ، ويُهمُّني نجاحكم .

شكرا اختي على الموضوع الرائع

شكرا لك