كرامة الإنسان هي قيمة الإنسان، كونه إنسان بغض النظر عن أصله وجنسه وعمره وحالته.تعد الكرامة الإنسانية من أهم الأسس التي تقوم عليها
حقوق الإنسان, وتعد منبع القوانين العادلة في
دولة القانون. هي
المبدأ الرئيسي الذي تُفهم من خلاله مفاهيم
الحرية والعدالة والمساواةتثبت
دولة القانون الكرامة في دستورها، لتمر القوانين من تحت سقفها فتبقى أسمى من أن يعلو عليها شيء . من هذا المنطلق تحمي القوانين
كرامة الإنسان دون أي مقابل, فالكرامة
حق طبيعي وقيمة مجردة تولد مع تشكل الإنسان وتبقى معه حتى موته. الكرامة إذا
مفهوم لا علاقة له بما يقدمه الإنسان أو بحالة الإنسان, أي كرامة السجين المجرم تعادل كرامة أي إنسان آخر، وهنا تنفصل الكرامة الإنسانية عن الفكرة القائمة على أن الكرامة الإنسانية هي التمييز بين الإنسان والكائنات الأخرى، إذ لا علاقة لهذه بتلك، وتنفصل أيضا عن الإعتقاد بإرتباط الكرامة بالأعمال ونوعها, فالكرامة لا تُمنح ولا تصير من خلال الأعمال أو الحالة . لذلك فإن كرامة رئيس جمهورية أو ملك مملكة أو عالم
الفيزياء أو طبيب أو فلاح أو عامل في معمل جوارب هي نفسها, وهي قيمتهم كبشر متساوون أمام قانون عادل
أول من أدخل مفهوم الكرامة الإنسانية في دستوره هم
الإيرلنديون في
دستور 1937 و أما
الألمان فلقد ربطو دستورهم بالكرامة التي وُضعت كأعلى مبدأ دستوري وكسقف تمر من تحته كل القوانين، وكل مادة قانونية تعارض هذه المادة الدستورية تصبح باطلة، ففي الفقرة الأولى من المادة الأولى صيغت الجملة كالتالي :
كرامة الإنسان هي أمر لا يمس به. يجب احترامها وحمايتها هي واجب كل سلطات الدولة.من الملاحظات الجميلة أنه في شرح هذه المادة لم يُعرّف الإنسان المقصود وبقي بلا جنس ولون وأصل وحالة وعمل أي بقي التعريف مفتوحا ليشمل أي إنسان.
الكرامة الإنسانية هي قيمة الإنسان وهذا تعريف ثابت. أما
ماهية القيمة فهي متحولة تتماشى مع
الزمن وتطور
العقل البشري، ويصح هنا القول : أية قيمة عادلة تُكتشف أو يخترعها الإنسان أو الطبيعة وتعطي للإنسان صفات إنسانية جديدة تزيد في إحترام الإنسان وتحسن حياته تصبح جزءا من هذه القيمة وتزيدها غنى