منتديات أبو الحسن التعليمية
كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 829894
ادارة المنتدي كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 103798
منتديات أبو الحسن التعليمية
كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 829894
ادارة المنتدي كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 103798
منتديات أبو الحسن التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أبو الحسن التعليمية

منتدى تعليمي ترفيهي تثقيفي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 كيف يحبك الله [متجدد]

اذهب الى الأسفل 
+6
بسملةالرحمان
hocine66
نور العلم
الوفاء2011
jack
محمد الميانى
10 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
كاتب الموضوعرسالة
محمد الميانى
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 149
نقاط : 9832
السٌّمعَة : 2
سجل في: : 10/02/2012

كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: كيف يحبك الله [متجدد]   كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 6 مارس 2012 - 22:30

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :











[center]









المنْهَجُ الذي يُوَصِّلُ العَبْدَ لِحُبِّ اللهِ لَهُ


إن أجمل ما يتعلق به عامل لله وأسمى غاية يتجه إليها عارف لمولاه هي أن
يحبه الله وكلنا بلا استثناء نتمنى ونشتاق ونريد أن يكرمنا الله فيحبنا
ويكشف لنا في أنفسنا أو في غيرنا الدليل على محبته وكلنا نطمع أن ندخل في
قوله[فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ] فحبُّه
سابق وحبُّنا لاحق ولولا حبُّه لنا ما أحببناه ولولا إعانته لنا ما عبدناه
ولولا توفيقه لنا ما سلكنا طريق الهداة ،

ولذلك طلب منا أن نقول في كل
ركعة من ركعات الصلاة [إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ] فإذا
لم يوفق الله ويعين ، فماذا يفعل العبد في طاعته وعبادته لربِّ العالمين
ونحن جميعاً نريد أن ندخل في محبة الله وأهل محبة الله يتولاهم الله
بولايته ويمدهم بإمداد عنايته ويجعلهم دوماً تحت رعايته لأن الله آلى على
نفسه أن يكون هو حسبهم وهو كفيلهم وهو وكيلهم عزَّ وجلَّ

إذن كيف يحبك
الله ؟

هذا هو السؤال؟

والإجابة :


نقرأها في أحاديث الله القدسية التي
أعلمنا بها خير البرية ما المنهج الذي يوصل العبد إلى أن يحبه الله؟ وقد
قال في شأن ذلك الحب رسول الله{ وَإِذَا أَحَبَّ اللهُ عَبْدَاً لَمْ يَضُرَّهُ ذَنْبٌ }[1]لماذا
؟لأن الله سيحفظه من الذنب والعصمة للأنبياء والحفظ للأولياء والزلل
والضلال والعياذ بالله للأشقياء والله تولى الإجابة بذاته : ليعرف البسيطة
كلها الطريق إلى محبة الله فقال عزَّ شأنه في الحديث القدسي الصحيح الوارد
في الروايات الكثيرة في صحيحي البخاري ومسلم(وَمَا
تَقَرَّبَ إِلَـيَّ عَبْدِي بشىءٍ أَحَبَّ إلـيَّ مِـمَّا افْتَرَضْتُ
علـيهِ ومَا يَزَالُ يَتَقَرَّبُ إِلَـيَّ بالنوافلِ حَتَّـى أُحِبَّهُ
فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كنتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وبَصَرَهُ
الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ ويَدَهُ الَّتِـي يَبْطُشُ بِهَا ورِجْلَهُ
الَّتِـي يَـمْشِي بِهَا وَلَئِنْ سَأَلَنِـي عَبْدِي أَعْطَيْتُهُ ولَئِنِ
اسْتَعَاذَنِـي لأُعِيذَنَّهُ )
الحديث طويل وقائله هو رب العزة
عزَّ شأنه

هذا الحديث يوضح منهج الصالحين السابقين والمعاصرين واللاحقين
الذي ساروا عليه حتى نالوا محبة ربِّ العالمين ،وفيه المنهج الكامل بعد
التوضيح والبيان فأحب ما يتقرَّب العبد به إلى ربه هو الفرائض المفترضات
لذلك فإن سيدنا عبد الله بن مسعود قال يارسول الله{أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: الصَّلاَةُ لِوَقْتِهَا}[2]فأهم
ركن وأول ركن في منهج القرب من الله ونيل محبة الله الصلاة لوقتها
[حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ
قَانِتِينَ]
وقانتين يعني عابدين ولكن بعد المحافظة على الصلاة وأي زيادة في
العبادات وفي الأعمال الصالحات لا تصحُّ ولا تجوز إلا بعد إحكام الأساس
الأول وهو المحافظة على الفرائض في وقتها

والمحافظة على الصلاة

تعني أن
العبد يتجهز ويتأهل للصلاة وينتظر الآذان في بيت مولاه عزَّ وجلَّ ولا
ينتظر حتى يؤذن المؤذن ويذهب لأنه بذلك سيذهب غير متأهل ولذلك تجد جُل
الصالحين لا يؤذن عليهم الآذان إلا وهم في بيت الله مترقبين الصلاة وقد قال
النبى{ لاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا
انْتَظَرَ الصَّلاَةَ لاَ يَمْنَعَهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ
إِلاَّ انْتِظَارُ الصَّلاَةِ }[
3]لماذا؟ لأنني إذا تكلمت مع فلان
أو فلان وأذن المؤذن سأذهب وأنا مشغول بما قيل وأفكر فيما أقول فكيف إذاَ
يكون شكل هذه الصلاة ؟ لكنني قبل الصلاة يجب علىَّ أن أقطع كل الشواغل
الكونية وكل المشاغل الدنيوية وأتطهَّر ظاهراً وباطناً وأذهب إلى بيت ربي
وأشغل الدقائق المتبقية بذكر الله والاستغفار لله أو بتلاوة كتاب أو
بالصلاة والتسليم على سيدنا رسول الله فيتجهز القلب للقاء مولاه والمناجاة
وهذه هي صلاة الأوابين

إذن لا بد وأن يجهز نفسه قبل الصلاة وكان يقول في
ذلك الإمام سعيد بن المسيب : "بقى لي أربعين عاماً ما أذن علىَّ المؤذن إلا
وأنا في مسجد رسول الله فسألوه من الذي كان يصلي بجوارك ؟ قال " بقي لي
أربعون عاما أصلي وما حدثت نفسي يوماً بمن على يميني ولا من على شمالي "
وذلك لأنه مشغول بـالله إذاً الفرائض في وقتها وخاصة الصلاة الشهودية التي
قال فيها رب البرية [وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ] إنها
صلاة شهود كنوز فضل الله وشهود خزن عطاءات الله وهي تفتح لعباد الله لأنه
وقت توزيع الأرزاق الحسية والمعنوية على الصالحين من عباد الله ويكفي فيها
قول الحبيب{من صلى لله أربعين يوماً في جماعةٍ يدرك التكبيرةَ الأُولى كُتِبَ لهُ براءَتَان: بَراءَةٌ مِنْ النَّار وبراءَةٌ مِنَ النِّفَاقِ}وفى رواية(من صلَّى الفجر فى حماعة)[4]

وهذا
تعهد من الحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم وقد كنا في رمضان محافظين على
الفجر في وقته وفي الأعمال كان أغلبنا يتوضأ ويتجهز قبل آذان الظهر لكي
يصلي الظهر وكنا محافظين على المواعيد لماذا كان ذلك في رمضان فقط ؟نحن يا
أحباب لسنا رمضانيين أي موسميين ومن معه عقد موسمي فليس له شيء عند الله
فرمضان كشعبان وشوال بالنسبة لفرائض الله لأن ذلك هو باب الفتح الأعظم من
الله للصالحين من عباده

فيلزم أن نحافظ على الفرائض في وقتها والفرائض كما
وضحت يلزم أن يتجهز لها المؤمن قبل الآذان وليس هناك عذر لمؤمن يمنعه من
أداء الصلاة في وقتها يقدمه لربه ويقبله ربه إلا إذا كان مسافراً سفراً
شرعيا ضروريا فله أن يقدم أو يؤخر أو إذا كان مريضاً منعه الطبيب المسلم من
مغادرة فراشه ومعنى السفر الشرعي : هو أن يكون مسافراً إلى العمرة أو إلى
الحج أو لطلب العلم أو لزيارة مريض أو لحضور جنازة مسلم أو لبر الوالدين
هذه هي الأسفار الشرعية لكن لو كان هناك من يسافر للمصيف فلا عذر له أن
يؤخر الصلاة عن وقتها أو يسافر لحضور مباراة فإن ذلك ليس بعذر شرعي لأنه
يلزم أن يكون عذر شرعي تقره الشريعة فالأعذار يجب أن تكون من لائحة الأعذار
التي وضعها النبي المختار ويقبلها العزيز الغفار عزَّ وجلَّ ولا يلتمس أحد
من نفسه لنفسه الأعذار


لأن هذه مصيبة المسلمين في هذا العصر فمثلا إذا
زارني صديق أو إذا كنت أزور صديقا وحان وقت الصلاة ما علىَّ وما عليه إذا
قلت له : يا أخي هيا بنا نصلي ثم نتم الحديث بعد الصلاة ؟وإذا استحييت أن
أقول له ذلك فإن هذا حياء لا يحبه الله ويبغضه سيدنا رسول الله لأنه ليس
بعذر وحتى لو كان على غير ديني - أي غير مسلم - وحان وقت الصلاة فيجب أن
أظهر له تعظيمي لشعائر ديني فأقول : بعد إذنك سأصلي ثم آتي لأكمل معك
الحديث فإنه بذلك سيحترمني ويعظمني عندما يجدني أعظم شعائر ديني لكن هل من
الأعذار أن أتكلم مع واحد في بيتي أو على مقهى والآذان يؤذن ولا ألبي
الآذان؟كلا فإن هذا ليس بعذر

إذا كان الحبيب تقول في شأنه السيدة عائشة :
كان يجلس معنا يحدثنا ونحدثه فإذا حان وقت الصلاة فكأنه لا يعرفنا ولا
نعرفه فهذا فعله حتى مع أولاده وأهله لأنه عند الآذان يلبي الآذان ويجب
علينا جميعاً أن ندرِّب أولادنا على ذلك فإذا أذّن المؤذن أقول لمن يتكلم
منهم : إنتظر يا بني ولبِّ الآذان فإذا لم نعلّمهم نحن ؟ فمن إذاً الذي
سيعلمهم ؟وإذ اتصل بي واحد بالتليفون عند الآذان ؟ فإن مثل ذلك لا يعرف أدب
الإسلام فعلي أن أقول له إنتظر ثم اتصل بعد الآذان فوقت الله لا نسمح به
لمخلوق سوى حضرة الله فهو الخالق الأعظم جل وعلا ، وهذا وقته وقد تعلمنا من
الصالحين أنني إذا كنت مسافراً وسمعت الآذان فعلىَّ أن أردّد الآذان وإذا
كنت في جماعة ولا أستطيع النزول أعتذر إلى ربي عن تأخير الصلاة حتى أصل إلى
محطة الوصول أو إلى أقرب مكان وأقول سامحني يا رب لأنني مسافر إلى أن أصل
لكن إذا كانت سيارتي ؟فعلي أن أنتظر وأصلي

حتى أنهم كانوا يقولون لنا :
صلِّ واركب لا تُنكب وهذه حكمة علمها لنا الصالحون فمن يصلي يكون في حفظ
الله فمن أين تأتي له النكبات ؟لكن اقول سأصلي بعد أن أصل من أين أضمن أنني
سأصل ؟فعلى أن أصلي أولا ثم أركب وبذلك أكون دخلت في قوله [هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ]فهو
الذي سيسيرني ويحفظني بحفظه عزَّ وجلَّ وكان أصحاب رسول الله كما ورد في
شأنهم من فاتته تكبيرة الإحرام الأولى في الصلاة يتلقى العزاء منهم لما
فاته من الأجر والثواب وفضل الله ثلاثة أيام ومن فاتته صلاة الجماعة الأولى
مع الإمام يعزونه لمدة أسبوع وذلك للكرب الذي أصابه والغم الذي نزل عليه
لأنه حُرم من فضل الله وكرمه الذي ينزله ويفرغه الله على المؤمنين الذين
يؤدون الصلاة في أول وقتها

فقد قال النبى{أَوَّلُ الْوَقْتِ رِضْوَانُ اللَّهِ وَوَسَطُ الْوَقْتِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَآخِرُ الْوَقْتِ عَفْوُ اللَّهِ}[5] وهل يستوي من يصلي في وقت الرضوان ومن يصلي في وقت المغفرة ؟ كلا ووقت الرضوان يعني أنه سينهل من كنوز الرضوان [وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللّهِ أَكْبَرُ] فهذا هو أول أمر في منهج محبة الله للعبد الذي يريد أن يحبه مولاه ومثل هذا يدخل في{ سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ .......وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ }[7]لأنه
عندما ينتهى من الصلاة يكون معلقا بالصلاة الثانية ومترقبها ومنتظرها
وبذلك يكون في صلاة طوال اليوم فعندما ينتهي من صلاة الظهر ينتظر صلاة
العصر حتى وهو في عمله وعندما ينتهى من صلاة العصر ينتظر المغرب

وهؤلاء
يقول فيهم الله [وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ] ومثل هذا في صلاة دائمة لأنه في انتظار الصلاة ، ووقته كله مع مولاه جلَّ في علاه .

[1] الْقشيري في الرسالةَ وابنُ
النَّجَّارِ عن أَنَسٍ رضيَ اللَّهُ عنهُ وأوله [التَّائِبُ مِنَ الذَّنْبِ
كَمَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ ،وإذا]
[2] رواه مسلم ،وتمامه [قَالَ قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: «بِرُّ
الْوَالِدَيْنِ» قَالَ قُلْتُ: ثُمَّ أَيُّ؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي
سَبِيلِ الله» فَمَا تَرَكْتُ أَسْتَزِيدُهُ إِلاَّ إِرْعَاءً عَلَيْهِ]
[3] عن أَبي هُرَيْرَةَ رضيَ اللَّهُ عنهُ فى .جامع الأحاديث و المراسيل .
[4] سنن الترمذى عن أنسٍ بنِ مالكٍ رضى الله عنه
[5] عن أَبي محذُورةَ رضيَ اللَّهُ عنه ُفى جامع الأحاديث و المراسيل .
[6] صحيح الإمام مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه













يتبــــــــع إن شــــــــــــاء الله







[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
محمد الميانى
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 149
سجل في: : 10/02/2012

كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف يحبك الله [متجدد]   كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 6 أبريل 2012 - 1:02

شكرا ميساء علي مرورك العطر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الميانى
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 149
سجل في: : 10/02/2012

كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف يحبك الله [متجدد]   كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 6 أبريل 2012 - 1:04











[center]


[center] تجهيز الله لصحابة نبيه
إن سيدنا رسول الله أخلاقه الربانية قد فطره الله عزَّ وجلَّ عليها ولذلك
قال له سيدنا أبو بكر "يا رسول الله لقد ذهبت إلى الفرس وذهبت إلى الروم
وطفت على قبائل العرب فلم أرى مثلك، فمن أدبك؟قال {أدبني ربي فأحسن تأديبي}[1]
والقضية المهمة أن الله عزَّ وجلَّ جهز أهل الجزيرة العربية مع أنهم
كانوا أهل جاهلية وليس لديهم أي حضارة مدنية لحمل رسالة هذا النبي الكريم
وكأن الله يعطينا درساً أن حملة الرسالة لا يحتاجون إلى أموال فقد كان
العرب فقراء وليس لديهم أجهزة عصرية ومعدات فقد كانوا حفاة وعراة كيف
جهزهم الله لنشر رسالة الإسلام مع حبيبه ومصطفاه؟ ولما نستقرأ التاريخ نجد
أن الأمم المجاورة المتمدينة الفرس والروم لم يبلغوا في الأخلاق ما بلغ
إليه عرب الجاهلية فلقد كان عندهم تمسك بالأخلاق يعجب منه الإنسان فعندما
كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم صغيراً قبل اصطفاءه بالرسالة ولاحظ أهل
مكة أن هناك من التجار الكبار من يظلم الصغار ويأخذ منه البضاعة ولا يعطيه
الثمن ماذا صنعوا؟ اجتمعوا في دار لهم يسمونها دار الندوة وتحالفوا على
نصرة المظلوم بغير دين ولا هدى ولذلك قال حبيبي وقرة عيني صلَّى الله عليه
وسلَّم{لقد حضرت حلفاً في الجاهلية لو دعيت إليه في الإسلام لأجبت}
أين من يتشدق بالمدنية الآن وهم الظالمون ويدعون أنهم ينصرون
المظلوم؟وصنعوا الأمم المتحدة لتحقق مآربهم وأهدافهم بحجة نصرة المظلوم،
فلا يوجد من ينصر المظلوم في العالم إلا المسلمين لو قامت لهم دولة لكن هل
أحد من الموجودين على السطح الآن سينصر المظلوم؟ كلا كما ترون لكن هؤلاء
مع أنهم في الجاهلية وأهل بادية تعاهدوا على نصرة المظلوم والأمثلة في هذا
المجال كثيرة أذكر بعضها لتقريب الحقيقة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم
عندما خرج من بيته في ليلة الهجرة وكانت قريش قد اختارت من كل قبيلة منهم
رجلاً شديداً وأعطوه سيفاً ليضربوا الرسول بسيف واحد وكانوا كما تذكر
الروايات حوالى خمسين رجلاً يحيطون ببيت النبي صلَّى الله عليه وسلَّم
وخرج النبي من بينهم ونام سيدنا علي في فراشه وجاء أبو جهل وعلموا أن
النبي قد خرج وأخذوا ينظرون من أعلى الباب وكانت الأبواب قصيرة فلم يرون
الرسول فعلموا أنه خرج فأشار عليهم بعضهم وقالوا ندخل لنبحث عنه فقالوا:
ماذا تقول عنا العرب؟ أتقول عنا العرب أننا دخلنا على نساء أهلينا وذوينا
أين الحضارة المعاصرة من هذا الخلق النبيل الذي كان عليه العرب الأجلاف
وكذلك عثمان بن مظعون حصل بعد خروج أبو سلمة أن خرجت زوجته أم سلمة خلفه
بابنها مهاجرين فخرج أهله ومنعوها وجاء أهلها وتقاتلت العائلتان وأخذوا
يشدون الولد كل منهم يريد أخذه حتى كسروا ذراعيه وأخذه أهل زوجها وأخذها
أهلها فأصبح زوجها في مكان وولدها في مكان وهي في مكان فكانت تبكي ليل
نهار وأخيراً رق القوم لحالها وقال بعضهم أما تتركون هذه المسكينة؟ لقد
فرقتم بينها وبين زوجها وبينها وبين ابنها فقالوا: ردوا لها ابنها ودعوها
تذهب إلى زوجها فأعطوها ولدها وأركبوها جملاً وتركوها بغير رفيق لتذهب
فرآها عثمان بن مظعون وكان لم يسلم بعد فسألها إلى أين يا أمة الله؟قالت:
إلى زوجي في المدينة قال : أوليس معك رفيق؟ قالت: لا قال: ليس لك من مترك
(أي كيف أتركك بلا رفيق) وإياك أن تظن أنه يريد مرافقتها لشيء ما ولكن
ليحرسها أين هذه الأخلاق حتى في زماننا المعاصر ونحن أهل الإسلام؟ قالت
فكان يمشي أمامي ويأخذ بزمام الجمل فإذا أردنا الاستراحة جعل الجمل يبرك
ثم مشى بعيداً واستدار ظهره لي حتى أنزل وأستريح فإذا أردنا السفر جهز
الجمل وذهب بعيداً واستدار ظهره لي حتى أركب فإذا قلت ركبت جاء وأخذ بزمام
الجمل قالت حتى وافى قباء وقال: يا أمة الله إن زوجك في هذه البلدة
وتركني ورجع أين هذه الأخلاق في هذه الأيام بين أهل الإسلام حتى بين الأخ
وأخيه؟ إلا فيما قل وندر والرجل الذي رأى النبي صلَّى الله عليه وسلَّم
وكان في إحدى المعارك ونزل المطر وابتلت ملابسه بالماء واستراحوا في وقت
الظهيرة فأمر النبي الجيش أن يتفرق وذهب النبي صلَّى الله عليه وسلَّم إلى
شجرة وخلع رداءه ونشره عليها ليجف ونام تحتها وقد علق سيفه في الشجرة
بدون حراس ونظر الرجل وكان من فرسان العرب وهو في أعلى الجبل فوجد النبي
نائماً وليس بجواره أحد فقال هذه فرصتي أنزل إليه وأقتله وأريح العرب منه
ولكنهم كان من عاداتهم وهذا ما أريد أن أتحدث عنه أنهم لا يقتلون أحداً
غدراً فنزل الرجل وأمسك السيف وأيقظ النبي مع أنه كان يستطيع أن يقتله وهو
نائم ولكن الغدر في عرفهم كان عيباً وقال: من يمنعك مني؟ فقال صلَّى الله
عليه وسلَّم : الله فسقط السيف من يده وما أريد أن أركز عليه أنه لم يرضَ
أن يقتل حضرة النبي غدراً وهو نائم لأنه ليس من طبيعتهم الغدر هل هذه
الأخلاق أخلاق إسلامية أو جاهلية؟إنها أخلاق جاهلية ولكنها إسلامية وذلك
من تأهيل الله لهم فقد أهلهم ربهم بالأخلاق الإسلامية فكانوا لا يكذبون
حتى في أصعب الظروف وأعتاها فعندما أرسل النبي صلَّى الله عليه وسلَّم
رسالته إلى هرقل ملك الروم وقال هرقل لأعوانه ابحثوا عن رجال من قومه فكان
أبو سفيان ومعه نفر من قريش فقال إني سائلك عنه فقال أبو سفيان بعدها :
لولا أن العرب تعيرني بأني كذبت لكذبت في ذلك اليوم وقد كانت هذه أخلاق
الجاهلية فلا يخونون ولا يغدرون ولا يكذبون ولا يعتدي رجل على امرأة مهما
كان ولا يكشفها ولا يتعرض لها ناهيك عن الأمانة فهذا العاصي بن الربيع زوج
السيدة زينب بنت رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وكان قائد تجارة لقريش
وعند رجوعه من الشام هداه الله للإسلام فدخل المدينة وبايع النبي صلَّى
الله عليه وسلَّم فجاء إليه بعض ضعاف النفوس من المنافقين وقالوا له: ما
دمت قد أسلمت فخذ ما معك من التجارة غنيمة لك قال: بئس ما أوصيتني به يا
أخ الإسلام أأبدأ عهدي مع الله بالخيانة والله لا يكون ذلك أبداً لأن هذه
مبادئ أصيلة كانت عندهم وذهب إلى مكة ولم يخش من الموت لأنه أسلم وأعطى
لكل ذي حق حقه ثم قال: يا أهل مكة هل بقى لواحد منكم شيء عندي لم يأخذه؟
قالوا: لا وجزاك الله خيراً قال: أشهدكم أني آمنت بمحمد صلَّى الله عليه
وسلَّم ورفض أن يبدأ عهده بالإسلام بالخيانة ولو استطردنا في ذكر هذه
الأمثلة لوجدنا شيئاً خارج العد والحصر من أخلاق أهل الجاهلية وهذا يفسر
لنا لماذا اصطفاهم الله لحمل رسالة الإسلام؟ لما كانوا عليه من هذه الأخلاق
والشيم لأنها أخلاق وشيم ارتضاها الله ونزل بها كتاب الله وخلّق بها
حبيبه ومصطفاه.
[1] آداب الصحبة لعبد الرحمن السلمى
يتبــــــــــــــع إن شــــــــــــــــــــــــــــاء الله









[/center]



[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الميانى
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 149
سجل في: : 10/02/2012

كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف يحبك الله [متجدد]   كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Icon_minitimeالسبت 7 أبريل 2012 - 22:10





[center] أصول الدعوة الإسلامية

الصحابة رضى الله عنهم أعانوا النبى على تبليغ الدعوة والدعوة في صلبها {إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق}
( السنن الكبرى للبيهقي عن أبي هريرة) فذهبوا إلى العالم كله وقد انتشر
الكذب وانتشر الغدر والخيانة وانتشر الزنا وانتشر شرب الخمر في أرجاء
البلاد والدول المتقدمة الفرس والروم وغيرها وكانت مهمتهم ورسالتهم تطهير
المجتمعات من هذه الرذائل لأن الله يقول في كتابه العزيز{وَإِذَا
أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ
فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيراً }
والقراءة الأخرى [إذا أردنا أن نهلك قرية أمَّـرنا مترفيها [أي يكونوا هم الأمراء] أمَّرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً] ولذلك
كان موضع العجب من البلاد التي فتحوها أنهم حفاة وعراة ولا يملكون من
الدنيا شيئاً ومع ذلك عرضت عليهم الخزائن ومن موضع العجب أيضاً أن هؤلاء
القوم مع فقرهم وضيق ذات يدهم وحاجاتهم الشديدة إلا أنهم لا يمدون أيديهم
إلى هذا الثراء وإلى هذا الغنى وإلى هذه العروض التي عرضت عليهم ليقينهم
بربهم وصدقهم مع نبيهم صلَّى الله عليه وسلَّم وهذا ما دعا الأمم إلى أن
تدخل في الإسلام فقراء لكن أمناء محتاجون لكنهم في حاجات الدنيا زاهدون
ولا يطلبون شيئاً إلا من رب العالمين عز وجل دخلوا قصور كسرى ملك الفرس
وعندما رأوها استعبر سيدنا سعد بن أبي وقاص عندما رأى هذه القصور الهائلة
وهذه الكنوز الفاخرة فقال متمثلاً بكتاب الله [كَمْ
تَرَكُوا مِن جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ وَنَعْمَةٍ
كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ]

يعطي موعظة لمن حوله من الجند وبعد دخولهم إلى إيوان كسرى وأخذ الجند
يبحثون في كل جوانبه أمرهم بإحضار كل ما يجدونه فكان هذا موضع العجب من
الفرس فمن وقعت يده على إبرة جاء بها إلى القائد وسلمها له حتى أنه أرسل
خزائن كسرى على جمال إلى المدينة المنورة كان أولها في المدينة وآخرها في
بلاد فارس ولك أن تتخيل هذا الكم الهائل ومع ذلك لم يحتفظ أحد لنفسه بشيء
لأنهم يراقبون الله جل في علاه حتى أن سيدنا عمر عندما عرض هذه الأمانات في
المدينة المنورة تعجب الحضور وقال سيدنا عمر : إن قوماً أدوا هذا لأمناء
فقال سيدنا الإمام علي : عففت فعفت رعيتك يا أمير المؤمنين والرسول صلَّى
الله عليه وسلَّم أعطانا هذا المثل في كل أمر فمن أراد أن يصون حريمه ماذا
يفعل؟ قال { عفوا تعف نساءكم }[1] وهذه سنة
الله التي لا تتخلف في كل زمان ومكان ما دامت السموات والأرض إن شاء الله
إذاً الأخلاق التي كان عليها العرب في الجاهلية قبل الإسلام هي التي جعلت
الله عزَّ وجلَّ يجتبيهم ويختارهم لتبليغ دينه وهذه هي القضية التي أريد
منكم أن تعرفوها لكي تردوا على من تحدث في ذلك لأن بعض الجهال يقولون:
لماذا اختار الله العرب والجزيرة العربية ليكون الرسول فيهم؟لأنهم مؤهلين
لنشر هذا الدين لأنهم كانوا متمسكين بالكمالات والأخلاق العظيمة التي
يحبها الله عزَّ وجلَّ من عباده ولو كانت الرسالة تحتاج إلى السلاح لكان
أعطاها لقيصر أو لكسرى
[1] المستدرك على الصحيحين للحاكم عن أبي هريرة
يتبــــــــــــــع إن شــــــــــــــــــــــــــــاء الله
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الميانى
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 149
سجل في: : 10/02/2012

كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف يحبك الله [متجدد]   كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Icon_minitimeالأحد 8 أبريل 2012 - 10:58












[center]








جمال أهل الكمال


السلاح الفعال الذي يفعل فعل السحر في إدخال الإيمان في قلوب الرجال هو
الأخلاق الإلهية {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ
فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ
وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}
فقد جهزهم الله إن كان
أهل مكة أو أهل المدينة أو أهل الجزيرة العربية كلهم بالأخلاق التي كانوا
عليها وقد حافظوا عليها مع أنهم كانوا في الجاهلية وسلموها لنا فأين من
حافظ على هذه الأخلاق؟ إننا نحافظ على الشكليات وكذا على الصلاة والصيام
وزيارة بيت الله لكن أين الكمالات التي كان عليها أصحاب رسول الله؟ وهذا ما
يحتاج إلى الهمة العالية والعزيمة الماضية والمجاهدات الشديدة الراقية من
أجل أن نصبح كما قال الله {ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ
الْآخِرِينَ}
ونستطيع أن نلحق بهؤلاء بأن نكون على هديهم : فتشبهوا إن لم
تكونوا مثلهم إن التشبه بالرجال فلاح ولو بحثت في سير الصالحين
السابقين واللاحقين أجمعين تجدهم قد حصلوا هذه المنازل بالتجمل بأخلاق من
السلف الصالح وأخلاق سيد الأولين والآخرين صلَّى الله عليه وسلَّم وقد
نالوا بذلك الكمال وليس بالمسابح أو بالعدد ولكن بالمدد فلا يجاهد بذكر اسم
اللطيف مائة وعشرين مرة ولكن يجاهد نفسه أن يكون لطيف مع عباد الله كما
كان حبيب الله صلَّى الله عليه وسلَّم ويتجمل بالأخلاق المحمدية في كل
المواطن وكلما تخلق بخلق نزل عليه إرث هذا الخلق من كنوز الفضل المحمدي
فإذا تجمل بالصدق خلع الله عليه رتبة الصديق {لا يزال الرجل يصدق ويتحرى
الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً }
[1] وبذلك يأخذ هذه الرتبة وإذا تحلى
بالأمانة جعله الله عزَّ وجلَّ أميناً على أسراره وخازناً لأنواره ويأتمنه
على أسرار كتاب الله وأسرار الأقدار التي يقدرها الله وذلك لأن الله وجده
أميناً فأتمنه على أسراره التي لا تهدى إلا في حينها إكراماً له لأن الله
يكرم عباده الذين يتخلقون بأخلاق حبيبه ومصطفاه وإذا جمله الله بصفاء النفس
وطهارة القلب أكرمه الله عزَّ وجلَّ وجعله يشهد عالم الطهر وعالم النقاء
والصفاء وهو على تراب هذه البسيطة قابع بين من هنا ومن هناك وإذا أكرمه
الله عزَّ وجلَّ وعمل بقوله [ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ] ويقول
الحبيب {من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه}[2] وتخلق بخلق الكرم
المحمدي فتح الله عزَّ وجلَّ له كنوز الكرم الإلهي وأكرمه بما لا عين رأت
ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر من العطاءات الربانية والخصوصيات الإلهية
من كنوز الكريم عز وجل وإذا أكرمه الله بالوفاء وكان وفياً حتى مع الأعداء
كما كان سيد الأنبياء وفَّى الله عزَّ وجلَّ له بما وعد به عباده
الصالحين وأحبابه من النبيين والمرسلين ودخل في قول الله {مِنَ
الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم
مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا
تَبْدِيلاً}
إذاً وراثة الأحوال ووراثة الأنوار ووراثة النبوة لمن تخلق
بأخلاق رسول الله واجتهد أن يكون على منهج أصحابه رضوان الله عزَّ وجلَّ
عليهم أجمعين وهذا هو المنهج الذي اختاره حضرة النبي واختاره الصحابة
والتابعين وتابع التابعين والأولياء والصالحين إلى يوم الدين ماذا أفعل؟
أفتِّش في نفسي ؟ وأزن نفسي بحبيب الله وأصحاب رسول الله ؟ وأرى أين أنا
منهم ؟ ولن يظهر أحد لك ما عندك لكنك أنت الذي تبين لنفسك {طوبى لمن شغله
عيبه عن عيوب الناس}
[3] فلو ذهبت للطبيب الجسماني وأنت تعاني من مرض ولكنك
تكابر وتنكر أنك مريض هل تستجيب أو تنتفع بالطبيب؟ لا ولكن عليك أن تعرف ما
عندك كيف أعرف؟ أزن أرى أحوال حضرة النبي وأحوال الصحابة الكرام وأزن
نفسي بهم وأحاول أن أُصلح من أخلاقي واحداً تلو الواحد وأبدأ أولاً بالنقاء
والصفاء للنوايا والطوايا والقلب وهذا هو الأساس الأول والمحرك
{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ
مُّتَقَابِلِينَ}
ويكون ظاهري كباطني ومن كان حول رسول الله صنفان: صنف
منهم ظاهرهم كباطنهم والصنف الآخر يظهرون خلاف ما يبطنون وقد قال في هؤلاء
{إن شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة ذا الوجهين الذي يلقى هؤلاء بوجه
وهؤلاء بوجه}
[4] وهذا نفاق ومن يكون على هذه الشاكلة فحتى لو جلس مع
المؤمنين أبد الدهر ، هل سيكون منهم؟ لا فيلزم أولاً : أن أطهر باطني من
أوصاف المنافقين ويكون ظاهري كباطني صفاء ونقاء وجمال ونور وبهاء وأتخلص
بالكلية من حب الظهور والعجب والرياء لأن هذه الصفات لو ظلت معي فلن أتحرك
قدر أنملة في طريق الله عزَّ وجلَّ أو في القرب من سيد الأنبياء طالما
أريد أن أظهر وأفرح عندما يثني الناس عليَّ أو أعجب بنفسي عندما أعمل أي
عمل فلا بد أن أتخلص من هذه الآفات في البداية ثم بعد ذلك أكمل أخلاقي هذه
باختصار شديد هي الروشتة التي كان عليها [مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ
وَالَّذِينَ مَعَهُ]
[1]
مسند أحمد بن حنبل وصحيح ابن حبان عن عبدالله [2] صحيح البخاري ومسلم عن
أبي هريرة [3] شعب الإيمان للبيهقي وحلة الأولياء عن أنس بن مالك [4] صحيح
البخاري ومسلم عن أبي هريرة
يتبــــــــــــــع إن شــــــــــــــــــــــــــــاء الله










[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الميانى
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 149
سجل في: : 10/02/2012

كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف يحبك الله [متجدد]   كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 10 أبريل 2012 - 9:11











همم الرجال
لا بد لكل رجل من همة في فؤاده وباعث في قلبه يدعوه إلى السير الحثيث في
عالم اللطف والمعاني إلى مولاه حتى يتحقق له مراده، ويصل إلى بغيته فتتوالى
عليه الأنوار وتتوارد عليه الأسرار كيف يتم ذلك؟ كل رجل من الأواخر لا بد
وأن يكون أمام ناظري قلبه وأمام عين بصيرته رجل من الأكابر من الأوائل
يقتدي به ويسير على منواله ويُجمل نفسه بحاله ويخلق نفسه بأخلاقه وينظر إلى
المنهاج الذي وصل إلى الله عزَّ وجلَّ به فيعض عليه بالنواجذ ويمشي عليه
به ولن يصل واحد إلى الله بغير منهاج ومن يريد الفضل العظيم يجب أن
يُظهر للمولى الكريم جميل نواياه وعظيم طواياه ويبذل ما في وسعه ليرضي
حضرة الله والله عزَّ وجلَّ يتم المراد بجميل عطاياه وكريم جدواه لكني
أريد أن أنام وأبغى أن أدون في سجل العظماء أيجوز ذلك يا إخواني؟ رجل يزوغ
في العمل ويزوغ من تحمل التبعات والمسئوليات أيليق به أن يرجوا مكافأة
على إجادة العمل مع المجدين والمثابرين والمنتظمين في العمل؟وحتى ولو كان
هذا يجوز في عالم الدنيا فإنه لا يجوز عند أحكم الحاكمين لأنه قال عزَّ
شأنه {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ}
فيجب أن يكون كل رجل على قدم رجل ويجوز لبعضنا أن تضحك عليه نفسه وتأخذه
العزة بالإثم ويقول لماذا أتشبه بأبي بكر أو عمر أو عثمان؟ ولماذا لا
أتشبه بحضرة النبي مباشرة؟نقول لمثل هذا : عليك أن تتشبه أولاً بالرجال ثم
بعد ذلك يوصلك الرجال إلى سيد الرجال وإمام أهل الكمال صلَّى الله عليه
وسلَّم هل يوجد من يدخل على رئيس الجمهورية مباشرة؟ لا بد أولاً من رئيس
الديوان أو غيره ليهيؤه ويجهزوه إلى أن يدخلوه! ..أم سيأتي من الشارع
ويدخل عليه مباشرة لا يجوز ذلك{سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }
وهل يوجد فينا من يصلح أن يكون قلامة ظفر في أبي بكر الصديق أو شعرة في
بدن عمر بن الخطاب ومن منا يستطيع أن يصل لهؤلاء الفحول فلا بد للرجل أن
يرى رجلاً من هؤلاء الرجال ويمشي على منهاجه ويرى سيره إلى الله وسلوكه مع
خلق الله وأعماله التعبدية ومجاهداته النفسية والقلبية ويمشي على هديها
لأنها حكمة الله كل رجل على قدم رجل وكان أحد الصالحين عندما يتحدث عن
الأولياء المنتقلين والسابقين كان يبين منازلهم وكان يقول : أن كل المنح
والعطاءات التي أخذها هؤلاء الرجال من الصحابة فكل الفتوحات التي عندهم من
إقتداءهم بالصحابة والتابعين فمنهم من كان على منهج أبي ذر فلا يكون له
نصيب في الدنيا لأن سيدنا أبي ذر كان على قدم المسيح عيسى بن مريم فإن كل
صحابي على قدم نبي و كل ولي على قدم صحابي وسيدنا أبو ذر قال فيه صلَّى
الله عليه وسلَّم {من أراد أن ينظر لعيسى بن مريم وفي رواية إلى شبيه عيسى بن مريم في أمتي فلينظر إلى أبي ذر}
(المعجم الكبير للطبراني عن عبدالله بن مسعود) ولكن نحن ماذا قدمنا
وماذا فعلنا؟ لا شيء لأنا نريد أن نعمل لأولادنا نبني لهم بيت أو نزوجهم
أو خلافه إذاً دعونا مع أولادنا لكن لأنفسنا ماذا فعلنا؟ لا شيء ومنتظرين
بعد ذلك كما يقول من يسمون أنفسهم أهل الفضل

بالفضل يا سيدي من غير مجهود

من الذي قال ذلك؟ إن بالفضل يا سيدي من غير مجهود يعني أن أبذل كل مجهود
ثم أقول له إن ما أعطيته لي بفضل منك وليس بمجهودي ولا أرى مجهودي الذي
بذلته ولكني أرى فيه توفيق الله ومعونة الله لكن البعض أخذ ذلك على أنه لا
يبذل أي مجهود وتنهال عليه العطاءات من عند الله كيف يكون ذلك؟ إن الرزق
المحسوس الدنيوي لا يأتي إلا بعد جهاد وسعي ومجاهدة ومكابدة هل هناك من
يمشي ثم يضرب الأرض برجله فيخرج له كنز؟ لا بل لا بد من العمل والسعي كيف
إذاً يطلب العطاءات والفتوحات من الله مع الكسل ومع الزلل ومع التواني
والتقصير في العمل ؟وهل ذلك يصح ؟..لا .
يتبــــــــــــــع إن شــــــــــــــــــــــــــــاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الفتاة المسلمة
عضو مشارك
عضو مشارك



عدد المساهمات : 540
سجل في: : 01/04/2011

كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف يحبك الله [متجدد]   كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Icon_minitimeالثلاثاء 10 أبريل 2012 - 15:04

Thanks12 Thanks12 Thanks12
Thanks9
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الميانى
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 149
سجل في: : 10/02/2012

كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف يحبك الله [متجدد]   كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس 12 أبريل 2012 - 23:25


شكرا علي مرورك العطر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الميانى
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 149
سجل في: : 10/02/2012

كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف يحبك الله [متجدد]   كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Icon_minitimeالخميس 12 أبريل 2012 - 23:30








مشارب الرجال
تلك سنة الله من بدء البدء إلى نهاية النهايات لأنها مشارب فهذا المشرب كان
فيه نبي الله وتوارثه من الصحابة الكرام فلان ومن بعده من الصالحين فلان
وفلان وفلان إلى يومنا هذا ولو جمعت رجال هذا المشرب في ديوان تجدهم كلهم
ينطبق عليهم قول حضرة الرحمن {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ}
وكل هؤلاء الرجال على اختلاف أحوالهم وترتيبهم وتصنيفهم وتنوع مشاربهم
اتفقوا على أمر واحد أنهم باعوا أنفسهم لله وجعلوا حياتهم وتوجهاتهم
وأعمالهم وجهادهم كله لله لا لأنفسهم ولا لأولادهم كلهم ولا خلاف في هذا
الأمر ونتيجة لصدقهم لو نظرنا في سيرهم وطالعنا في حياتهم نجد أن الله
تولى بذاته وليس بواسطة أسبابه وملائكته قضاء حاجاتهم فمن كانوا على منهج
أو على قدم سيدنا عيسى فإنهم لم يروا سيدنا عيسى ولكنهم رأوا سيدنا أبو ذر
كيف كان جهاده؟ وماذا كان يعمل؟ وكيف كان حاله مع الله؟ وما هي أوراده
وأذكاره؟ لا بد أن يسيروا عليها ولا يوجد من يدخل بغير باب إذاً ما هو
بابك؟إنه الرجل الذي اخترته واخترت المشي على هديه وعلى نهجه لا بد وأن
يكون لك إمام تمشي على منهجه ومن غير ذلك يا إخواني ، كما قال أحد الحكماء
في ذلك "من لا ورد له لا ورود له" فمن أين يأتي
له الفتح؟ ومن أين يأتي له الورود؟ فيجب أن يكون لك منهجاً تسير عليه وهذا
المنهج منذ أن تستيقظ من النوم إلى أن تنام إذا كان في العبادات أو
المجاهدات وكما قلنا الاتفاق الأول أن أكون كلي لله عزَّ وجلَّ ، وهمي كله
منذ أن أصبح في رضاه أما طلباتي وطلبات عيالي إنها على الله ولا شأن لي
بذلك فعلي أن أجاهد في رضاه وهو عزَّ شأنه يتولى قضاء حوائجي بما شاء
وكيف شاء وهذا نهج الصالحين أما من يبحثون عن أنفسهم وعن أولادهم وعن
بيوتهم فإن هذا ليس بنهج المؤمنين ولكنه نهج طائفة أخرى ربنا نعى عليهم
والحبيب صلَّى الله عليه وسلَّم أشار إليهم حتى نتجنب أن نسير في طريقهم
وننزلق في السير على منهاجهم لأنه منهج لا يرضاه الله ولا يحبه حبيب الله
ومصطفاه إن نهج الصالحين واضح ولا فصال فيه وكما قالت السيدة رابعة: "عليَّ أن أعبده كما أمرني وعليه أن يرزقني كما وعدني"
وهذا هو نهج الصالحين هل معنى ذلك ألا أسعى للرزق؟أسعى ولكن سعي رفيق
مجمل بالعزة الإيمانية "اتقوا الله وأجملوا في الطلب" بجمال العزة وجمال
الإيمان وجمال مراقبة حضرة الرحمن – لكن هل يصح أن أدخل مع الكلاب؟ لا يصح
لمؤمن أن يدخل مع الكلاب مصداقاً للحديث الذي يقول{الدنيا جيفة وطلابها كلاب}[1]فإن
تجتذ بها نازعتك كلابها وإن تجتنبها صرت سلما لأهلها وهذا كلام سيدنا
الإمام الشافعي وأهل الإيمان يتجملون بالرقة والحنانة دائماً ولا يتصفون
بالغلظة والقسوة وليس لهم أظافر أو حوافر ولا يستطيع أحد منا أن يدخل في
دائرة هؤلاء الغلاظ الشداد وقد أشار الله لنا ألا شأن لكم بالكلاب فسآتي
لكم بالرزق بغير حساب وأنتم قعود على المحراب تسبحون الله عزَّ وجلَّ في
الصباح والمساء والغدو والإياب ماذا تريدون غير ذلك؟ فلا عليكم إلا السعي
الرفيق البسيط مع العزة الإيمانية وإذا إنزلق الإنسان في المهاوي التي
ذكرناها سيجد من يضربه من هنا أو من هناك أو من ينهش في عرضه ويدخل في
صراعات ليس له فيها ولكن أهل الإيمان في حصن الرحمن عزَّ وجلَّ يقول فيهم
في حديثه القدسي (أوليائي تحت قبائي لا يعلمهم أحد سواي)
ما حالهم يا رب؟قال: يجعل لهم من كل هم مخرجاً ويرزقهم بغير حساب ولن
يرزقهم الطعام والشراب فقط ولكن مع ذلك العلم والحال والأنوار والإلهام
والفيوضات وكل شيء بغير حساب لأنهم ساروا على منهج الحبيب المصطفى صلَّى
الله عليه وسلَّم وعلية الأصحاب ومن تابعهم من الأولياء الكرام والأحباب
إلى يومنا هذا فيجب على المؤمن أن يبحث له عن دور فمن يريد أن يكون ممثلاً
يبحث عن فرقة مسرحية على حسب ميوله إن كانت فرقة كوميدية أو فرقة
تراجيدية ويطلب منهم نص المسرحية ليقرأها ويختار منها الدور الذي يناسبه
والذي يستطيع أن يبدع فيه ويتقن فيه والمسرحية الخاصة بنا هي [مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ]فيقرأ
الإنسان هذه المسرحية ويختار الدور الذي يتناسب مع قدراته ومع إمكانياته
والذي يستطيع أن يمثله على مسرح هذه الحياة ليجذب الخلق إلى الله ويبين
لهم جمال دين الله وكمال حبيب الله ومصطفاه فيندفع الناس إلى دين الله
فواجاً هذه هي القضية وليس الموضوع أن آخذ ورد مائة ألف وأقفل على نفسي
الباب وأعد على الكريم الوهاب فإن الله لا يريد مثل هذا ولكنه يريد ممثل
يمثل دور الأولين الذي يقول فيه{ثُلَّةٌ مِّنَ الْأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الْآخِرِينَ}
وقال قليل لأن هذا الزمان كثر فيه من يمثل دور عبدالله بن أبي وجماعته
وهم كثير وكذلك كثر من يمثل دور أبي جهل وأبي لهب لكن من سيمثل دور [مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ]
في هذا الزمان؟ قليل وقد تكون المسرحية لا تستدعي إلا واحد لكل دور حتى
أنها لا تتطلب واحد احتياطي لماذا؟ لأنهم بالكاد عدد قليل فعلى الإنسان أن
يبحث عن هذه الأدوار ويعيش الدور يعيشه في حياته فإذا أخذت دور واحد من
أصحاب رسول الله عليك أن تعيش هذا الدور مثلاً إذا اختار واحد دور أبي بن
كعب فعليه أن يجود القرآن ويحفظ القرآن ويتعلم القرآن بالقراءات السبع
والعشر لأن حضرة النبي قال فى الحديث المعلوم {أقرأكم أبي بن كعب} وهل
أقف عند ذلك؟لا بل عليه بعد أن يتقن ذلك أن يعلّم غيره طلباً لمرضاة الله
وابتغاءاً لوجه الله وليس من أجل الأجر والثواب فقط وإذا اختار واحد آخر
دور معاذ بن جبل عليه أن يبحث في الكتب ويفتش في أبواب العلم إلى أن يعرف
كل مسائل الحلال والحرام ويتجنب الحرام على الدوام ويأخذ بالحلال مع الصبر
الجميل على طول الأيام ثم يعلم ذلك ويتفرغ في تعليم ذلك للأنام طلباً
لمرضاة الملك العلام وإذا أراد آخر أي دور من أدوار أصحاب رسول الله عليه
أن يدرس هذه الأدوار ويعلمها ويعايشها ويعيش فيها لكي يكرمه الله ويتجلى
عليه بالمشاهد والفتوحات والتوجهات التى توجه بها لأهلها السابقين أجمعين
ولا يوجد دور إلا وهو موجود في هذه المسرحية حتى دور الخادم وكان سيدنا
عبدالله بن مسعود وقد كان يمسك عصا سيدنا رسول الله ويضع الحذاء في كمه
لكي لا يضيع ويحضر الوضوء والطهارة لرسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
وكان دوراً مهماً وكل دور نحتاج أن نعيشه لكي نكرم بإكرام الله ومن ليس له
دور يصبح متفرجا وكم يأخذ المتفرج من الأجرة ؟لا شيء بل عليه أن يدفع
والأجرة عندنا هي فتح وغنائم ومكارم ومشاهد وإلهامات ونفحات ربانيات وهذه
هي الأجرة وليست الأجرة دراهم فانية وقد كانت أجرة رسول الله وأصحابه [أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ]
[1]
أخرجه أبي نعيم في الحلية وابن أبي شيبة عن يوسف بن أسباط عن علي وذكره
السيوطي في الدرر وأبو الشيخ في تفسيره عن علي بلفظ الدنيا جيفة فمن أرادها
فليصبر علي مخالطة الكلاب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
من كتاب : كيف يحبك الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
rahmarahma
عضو جديد
عضو جديد



عدد المساهمات : 4
سجل في: : 12/02/2012

كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف يحبك الله [متجدد]   كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 13 أبريل 2012 - 0:01

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. جزاك الله عنّا خير الجزاء على هذه الكلمات فوالله مهما قلت عنها لن اوفيها حقها اذ ماذا ستساوي كلماتي امام الكم الهائل من المواضيع والتي لاأراها الاّ انها ستكون في ميزان حسناتك ان شاء الله ورزقك عن كلّ قارئ لها الخير الوفير ....كثّر الله من امثالكم وجعلكم ذخرا للبلاد والعباد ان شاء الرحمان تعالى والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. Rose_orange Thanks9 Thanks10 Thanks12
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الميانى
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 149
نقاط : 9832
السٌّمعَة : 2
سجل في: : 10/02/2012

كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف يحبك الله [متجدد]   كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 13 أبريل 2012 - 19:55


شكرا rahmarahma لمرورك العطر

وجزاك الله خيرا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
محمد الميانى
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 149
نقاط : 9832
السٌّمعَة : 2
سجل في: : 10/02/2012

كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: كيف يحبك الله [متجدد]   كيف يحبك الله [متجدد] - صفحة 2 Icon_minitimeالجمعة 13 أبريل 2012 - 20:02



[center] الصلاةُ على حضرة النَّبى
لعل من أعظم الأعمال التي يستوجب بها العبد محبة الله الصلاة على النبي
صلَّى الله وهناك صلاة عددية وهي التي فيها عدد وأكبر كتاب فيها هو كتاب
دلائل الخيرات للشيخ الجزولى وكان فحلاً من الفحول وسر اشتغاله بالصلاة على
رسول الله كان بنتا فقد كان عطشانا وذهب ليشرب من بئر في بلاد المغرب ولم
يستطع أن يشرب لبعد الماء عن متناول يده وكان هذا البئر بجوار قصر وإذا
بهذه البنت تطل من شرفة في القصر وتنظر إلى الماء فيرتفع الماء حتى تشرب
بشفتيها وليس بكوب أو غيره فنظر إليها مدهوشاً ومتعجباً وسألها كيف وصلت
إلى ذلك؟ فقالت: بالصلاة على النبي صلَّى الله عليه وسلَّم فاشتغل الشيخ
الجزولى من فوره بالصلاة على النبي ومن شدة اشتغاله بها جعل لنفسه ورد يومي
وكل يوم غير اليوم الآخر وورد اسبوعي ثم سجلها في كتاب اسمه دلائل
الخيرات وهذا الرجل ولشدة انشغاله بالصلاة على النبي صلَّى الله عليه
وسلَّم بعد موته جاء لبعض أهله وطلب نقله إلى مكان آخر في مدينة فاس ببلاد
المغرب وكان ذلك بعد موته بثلاثة وثمانين سنة فحفروا قبره فوجدوه على
هيئته وحالته وكفنه كما هو وجسمه كما هو والعطر يفوح من هذا القبر فعلموا
أن ذلك ببركة الصلاة على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم واشتهرت دلائل
الخيرات وأي عمل يشتهر يكون دليلاً على صدق صاحبه وإخلاصه فمثلاً المذاهب
الفقهية كانت أكثر من ثلاثين مذهباً فلماذا اشتهرت المذاهب الأربعة لأبي
حنيفة ومالك والشافعي وأحمد؟ لصدقهم وإخلاصهم لله عزَّ وجلَّ وهكذا الأمر
فقد اشتهرت دلائل الخيرات لإخلاص هذا الرجل وصدقه مع الله عزَّ وجلَّ ومع
ذلك فإن دلائل الخيرات كمثال هي التي فيها : اللهم صلِّ وسلم وبارك على
سيدنا محمد عدد ذرات الرمال وقطرات البحار وأوراق الأشجار وكلها مبنية على
العدد وهذه الصلاة العددية هل يعطينا الله ثوابها على حسب هذه الأعداد ؟
كلا بل يعطيك ثواب صلاة واحدة وكأنك صليت مرة واحدة على النبي وهذه تسمى
الصلاة العددية لأنها مبنية كلها على العدد وقد جاءت نتيجة الفكر فقد أُخذ
الرجل برسول الله وأراد أن يصلي عليه فأخذ يفكر ثم جاء بهذه الصيغ فمرة
يذكر الأشجار وأخرى يذكر البحار وثالثة يذكر الأطيار وهكذا هذه صلوات
عددية ما اسمها؟...."دلائل الخيرات".. أي تدل على الخيرات وهناك صلاة
يلهمك بها الله إن وهى لا تدل على الخير فقط ولكن تعطيك الخيرات على الفور
وتنال بها الخير ولذلك اسمها "نيل الخيرات" ونال يعني حصل أو أخذ مثلاً
فلان نال جائزة الدولة التقديرية يعني أخذها وهناك صلاة يمد بها سيدنا
رسول الله الصالحين مناماً فقد كان يمد كل رجل من الصالحين فمنهم من يمده
بصيغة ومنهم من يمده بصيغتين ومنهم من يمده بأكثر وكلها نفحات ولذلك تجد
أن كل واحد من الصالحين له صيغة مشهورة وقد جمع هذه الصيغ في عصرنا رجل من
الصالحين هو الشيخ يوسف النبهاني وهذا الرجل معاصر في القرن العشرين وكان
قاضي محكمة في بيروت وقد وظفه الله في جمع هذه الصلوات في كتاب كبير
حوالي سبعمائة صفحة اسمه سعادة الدارين في الصلاة على سيد الكونين وقد أتى
في هذا الكتاب بكل الصيغ الواردة عن الصالحين من أول سيدنا الإمام علي
حتى يومنا هذا وكان الصالحون يقرءونها صباحاً ومساء مع بعض الآيات
القرآنية والأذكار وصلوات الصالحين صلوات بها روح لأنها إلهام من سيدنا
رسول الله ونستطيع أن نسميها صلوات إلهامية لأن سيدنا رسول الله هو الذي
ألهمهم بها مناما ورؤية رسول الله لها حالتان فهي إما رؤية لتفريج الكروب
أو الأخذ بيد الإنسان من الذنوب والعيوب أو تبشيره بخير وهذه تكون بالصورة
المحمدية الموصوفة في كتب الحديث كما وصفها الإمام علي كرم الله وجهه
وكما وصفها سيدنا أبو هريرة وكما وصفها هند بن أبي هالة خال سيدنا الحسن
وسيدنا الحسين رضي الله عنهما وهي الصورة الحسية فما جلس مع قوم إلا كان
أعلاهم مهما كان طولهم وما مشى مع قوم إلا وكان أطولهم مهما كان طولهم
وإذا مشى يمشي كهيئته وعادته وهم يجرون خلفه ولا يستطيعون اللحاق به
فكأنما الأرض تطوى له والروايات كثيرة وهذه مجملها وسيدنا أنس قال فيه :
ما رؤي النبى مع شمس ولا قمر ولا مصباح إلا وكان نوره أزهى من نور الشمس
وأضوء من نور القمر ، وأجمل من نور المصباح وقال سيدنا حسان في ذلك:

لما نظرت إلى أنواره سطعت وضعت من خيفتي كفي على بصري

خاف أن يحرقه نور رسول الله فعندما رآه وضع يده على بصره ..

خوفاً على بصري من حسن صورته فلست أنظره إلا على قدري
الأنوار من نوره في نوره غرقت والوجه مثل طلوع الشمس والقمر
روح من النور في جسم من القمر كحلة نسجت في الأنجم الزهر


فحتى هذه الصورة الآدمية لم تكن صورة عادية ولكنها نور كما وصفه سيدنا حسان
لكن أهل الشهود وأهل الإكرام الأعلى والمقام الأسنى والنور الأبهى من
الأنبياء شاهدوا الصورة الأحمدية: ولذلك فإن سيدنا عيسى رأى الصورة
الأحمدية ولم يرى المحمدية [وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ]
وهذا هو ما رآه لأن الصورة المحمدية لم تكن قد جاءت بعد – فقد رأى سيدنا
عيسى الصورة الأحمدية التي هي جمال الملكوت وكمال العظموت ونور الرحموت
وسناء الحي الذي لا يموت ، وفي هذا المعنى يقول أحد الصالحين :
من خمر نـور جمالك و من رحيق وصالك
شربت صرفاً فهمت وهام أهل كمالك
فأصبح القلب نـوراً والقلب قد كان حالك
ومبشري قـال هيـا قم فالحمى لك سالك
فسرت و هو إمامـي حتى وصلت هنالك
ناديت ياليت قومـي قـد يعلمون بذلك


من خمر نور جمالك وانتبهوا للألفاظ فنور جماله خمر وإذا كان جمال يوسف جعل
السيدات يقطعن أيديهن بالسكاكين وأين جمال يوسف بالنسبة لجمال سيدنا رسول
الله؟ قال صلَّى الله عليه وسلَّم «أُعْطِيَ يُوسُفُ عَلَيْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ شَطْرَ الحُسْنِ»[1] أعطي يوسف شطر الحسن أى نصف الحسن حسن من؟ حسن رسول الله لأنه أخذ الحسن الظاهر لكن الحسن الباطن شيء آخر وهو لرسول الله .
من خمر نـور جمالك و من رحيق وصالك
شربت صرفاً فهمت وهام أهل كمالك

عندما رأى هذا النور وهذا الجمال .. ما الذي حدث؟
ومبشري قـال هيـا قم فالحمى لك سالك
فالطريق أصبح مفتوح ...
فسرت و هو إمامـي حتى وصلت هنالك
إذاً من يقود الإنسان في غياهب الغيب ؟ وفي غيب الغيب ؟ وفي نور الأنوار ؟
وفي عالم الأسرار؟ ليس إلا الحبيب المختار وما الذي يطيب القلب يا إخواني
ويجعله صالحاً للقاء الله ؟ لا توجد إلا أنوار حبيب الله ومصطفاه فنحن
الآن بالليل مثلاً وإذا مشينا بطريق ليس به كهرباء هل نرى أي شيء؟ ما الذي
يضيء الدنيا كلها؟ هي الشمس كذلك ما الذي ينور القلوب؟ شمس الحبيب
المحبوب صلَّى الله عليه وسلَّم ومن يمشي في عالم الغيوب لا يمشي بجسمه
ولكن يمشي بقلبه وبروحه وبسره فيرى نور رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم
لأنه نور الروحانيات والمعنويات والحقائق العالية والدانية صلوات ربي
وتسليماته عليه فلا بد للإنسان أن يعرف الصورة المعنوية ويلطف عواطفه
القلبية ويرقق حواشيه النورانية ويرقي أسراره الروحانية لكي يتابع رسول
الله في هذه المقامات العالية التي يقربه فيها مولاه جل في علاه فعندما
يصلي على رسول الله وهو في هذه الحالة ... لا يصلي باللسان فقط فالقلب
يذكر والجميل أمامي ...ليس اللسان إذاً فالقلب هو الذي يذكر أيضاً
ولذلك عندما تصلي عليه : إياك أن تقرأ بلسانك فقط، ماذا تفعل إذاً؟
صلي صلاة اتصال تحظى بالحسنى استغرق الوقت في كشف بلا ميل
صلي صلاة الاتصال ... وكأنك تكلم رسول الله فمرة تقول له:عشقتك كشفاً لا
سماع رواية أي عشقتك كما رأيتك وليس عن السماع عن فلان وفلان ولكنه كشف فمن
يريد أن يكون من أهل الوصول ومن أهل المقامات العالية ومن أهل المنازل
الراقية يحتاج أن يعرف شيئاً عن معنى رسول الله وهذا هو سر هذه الصلوات
عليه فعليكم بها واستمسكوا بها تفوزوا بما فيها من الأنوار العالية
والمقامات الراقية، والأمر كما يقول سيدنا رسول الله صلَّى الله عليه
وسلَّم فيما روته السيدة عائشة لرضى الله عنها{
يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ
فَإِنَّ الله لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ
إِلَى الله مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ}
[2]ثم قالت عائشة { وَكَانَ آلُ مُحَمَّدٍ إِذَا عَمِلُوا عَمَلاً أَثْبَتُوهُ}والإمام
الغزالى رضى الله عنه وأرضاه في كتابه إحياء علوم الدين ضرب مثلاً لطيفاً
وقال : "لو صخرة من الصخر الصلب تنزل عليها المياه قطرة قطرة بصفة دائمة
ومستمرة فلا بد أن هذه المياه في يوم من الأيام ستفتت هذه الصخرة لكن لو
جئت بوعاء مملوء بالماء وأفرغته مرة واحدة على هذه الصخرة ماذا يصنع
فيها؟"وهكذا الأمر في الطاعات فمن يقبل على العبادة لحظة أو شهر ثم يتركها
لا يتقدم لأن القلب مثل هذه الصخرة فالعمل الرافع يتطلب المداومة فلو
داومت على الصلاة على حبيب الله ومصطفاه فإن الله سيرقق القلب والفؤاد
ويجعله مجهزاً ومؤهلاً لنور حبيب الله ومصطفاه.
بنور الله فاعتصموا ولا تميلوا إلى الأهواء ميلة مارق
ولو أن القلب نزلت فيه قطرة واحدة من نور الحبيب فإنها تكفيه وتغنيه:
فنقطة نور منه تحيى قلوبنا فكيف إذا ما كنت بحراً وأنجماً
نقطة واحدة تكفي فما بالكم بالبحر الذي ليس له نهاية


تم نقل الموضوع من كتاب [كيف يحبك الله]
http://www.fawzyabuzeid.com/table_bo...لله&id=5&ca t=2
[1] عن أنس بن مالك ، مسند الإمام أحمد
[2] صحبح مسلم عن عائشة رضى الله عنها .
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
كيف يحبك الله [متجدد]
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 2انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أبو الحسن التعليمية :: المنتديات الإسلامية ::  المنتدى الإسلامي العام -
انتقل الى: