منتديات أبو الحسن التعليمية
توبة عاصي 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا توبة عاصي 829894
ادارة المنتدي توبة عاصي 103798
منتديات أبو الحسن التعليمية
توبة عاصي 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا توبة عاصي 829894
ادارة المنتدي توبة عاصي 103798
منتديات أبو الحسن التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات أبو الحسن التعليمية

منتدى تعليمي ترفيهي تثقيفي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 توبة عاصي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
hamouda.bouk
عضو جديد
عضو جديد



الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 38
نقاط : 9354
السٌّمعَة : 2
سجل في: : 18/04/2012

توبة عاصي Empty
مُساهمةموضوع: توبة عاصي   توبة عاصي Icon_minitimeالأربعاء 18 أبريل 2012 - 21:40



قال الراوي

لقد تغير صاحبي… نعم تغير… ضحكاته الوقورة تصافح أذنيك كنسمات الفجر الندية
وكانت من قبل ضحكات ماجنة مستهترة تصلّ الآذان وتؤذي المشاعر…
نظراته الخجولة تنم عن ظهر وصفاء وكانت من قبل جريئة وقحة…
كلما تخرج من فمه بحساب وكانت من قبل يبعثرها هنا وهناك…
تصيب هذا وتجرح ذاك… لا يعبأ بذلك ولا يهتم…

وجهه هادئ القسمات تزينه لحية وقورة وتحيط به هالة من نور وكانت ملامحه
من قبل تعبر عن الانطلاق وعدم المبالاة… نظرتُ إليه وأطلت النظر ففهم
ما يدور بخلدي

فقال: تريد أن تسألني: ماذا غيّرك؟

قلت: نعم هو ذلك… فصورتك التي أذكرها منذ لقيتك آخر مرة من سنوات، تختلف
عن صورتك الآن…

فتنهد قائلا: سبحان مغيّر الأحوال…

قلت: لابدّ أن وراء ذلك قصة؟ قال: نعم… قصة كلما تذكرتها ازدادت إيماناً بالله القادر
على كل شيء قصة تفوق الخيال…
ولكنها وقعت لي فغيرتْ مجرى حياتي… وسأقصها عليك…

ثم التفت إلي قائلا:

كنت في سيارتي متجهاً إلى القاهرة… وعند أحد الجسور الموصلة إلى إحدى القرى
فوجئت ببقرة تجري ويجري وراءها صبي صغير… وارتبكت…
فاختلت عجلة القيادة في يدي ولم أشعر إلا وأنا في أعماق الماء
(ماء ترعة الإبراهيمية) ورفعت رأسي إلى أعلى عليّ أجد متنفساً…
ولكن الماء كان يغمر السيارة جميعها… مددت يدي لأفتح الباب فلم ينفتح…

هنا تأكدت أني هالك لا محالة.

وفي لحظات -لعلها ثوان- مرتْ أمام ذهني صور سريعة متلاحقة، هي صور حياتي
الحافلة بكل أنواع العبث والمجون…
وتمثل لي الماضي شبحاً مخيفاً وأحاطت بي الظلمات كثيفة…
وأحسست بأني أهوي إلى أغوار سحيقة مظلمة فانتابني فرع شديد فصرختُ

في صوت مكتوم… يا رب…

ودرت حول نفسي مادّا ذارعي أطلب النجاة لا من الموت الذي أصبح محقّقّاً…
بل من خطاياي التي حاصرتني وضيقت عليّ الخناق.
أحسست بقلبي يخفق بشدة فانتفضتُ… وبدأت أزيح من حولي تلك الأشباح المخيفة
وأستغفر ربي قبل أن ألقاه وأحسست كأن ما حولي يضغط علي كأنما استحالت
المياه إلى جدران من الحديد فقلت إنها النهاية لا محالة…

فنطقت بالشهادتين وبدأت أستعد للموت…

وحركت يدي فإذا بها تنفذ في فراغ… فراغ يمتد إلى خارج السيارة…
وفي الحال تذكرتُ أن زجاج السيارة الأمامي مكسور…
شاء الله أن ينكسر في حادث منذ أيام ثلاثة…

وقفزت دون تفكير ودفعت بنفسي من خلال هذا الفراغ فإذا الأضواء تغمرني
وإذا بي خارج السيارة…
ونظرتُ فإذا جمع من الناس يقفون على الشاطئ كانوا يتصايحون بأصوات لم أتبينها…
ولما رأوني خارج السيارة نزل اثنان منهم وصعدا بي إلى الشاطئ.

وقفتُ على الشاطئ ذاهلاً عما حولي غير مصدق أني نجوت من الموت
وأني الآن بين الأحياء…

كنت أنظر إلى السيارة وهي غارقة في الماء فأتخيل حياتي الماضية سجينة
هذه السيارة الغارقة… أتخيلها تختنق وتموت… وقد ماتت فعلاً…
وهي الآن راقدة في نعشها أمامي لقد تخلصت منها وخرجت…

خرجت مولوداً جديداً لا يمت إلى الماضي بسبب من الأسباب…
وأحسست برغبة شديدة في الجري بعيداً عن هذا المكان الذي دفنت فيه
ماضي الدنس ومضيتُ… مضيت إلى البيت إنساناً آخر غير الذي خرج قبل ساعات.
دخلت البيت وكان أول ما وقع عليه بصري صور معلقة على الحائط لبعض الممثلات والراقصات وصور النساء عاريات… واندفعت إلى الصور أمزقها…

ثم ارتميت على سريري أبكي ولأول مرة أحس بالندم على ما فرطت في جنب الله…
فأخذت الدموع تنساب في غزارة من عيني… وأخذ جسمي يهتز…

وفيما أنا كذلك إذ بصوت المؤذن يجلجل في الفضاء وكأنني أسمعه لأول مرة…
فانتفضت واقفاً وتوضأت… وفي المسجد وبعد أن أديت الصلاة

أعلنت توبتي ودعوت الله أن يغفر لي ومنذ ذلك الحين وأنا كما ترى…

قلت هنيئاً لك يا أخي وحمداً لله على سلامتك لقد أراد الله بك خيراً
والله يتولاك ويرعاك ويثبت على الحق خطاك.

من كتاب"العائدون إلى الله"

هذه القصة نشرت في مجلة الأمة القطرية العدد السبعين بقلم: حسين عويس مطر


طريق التوبة


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
توبة عاصي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات أبو الحسن التعليمية :: منتدى المنوعات التعليمية :: منتدى علم النفس التربوي -
انتقل الى: