نادمة بعد فوات الأوان
سأروي لكم قصتي أملا أن تمدوا لي يد العون
فأنا فتاة بدأت حكايتي منذ عدة سنوات
عندما أحببت شابا كان زميلي في الجامعة واتفقنا على الخطوبة
ولكن ظروفه المادية كانت سيئة كما انه كان لا يزالُ طالبا في الجامعة
لذا اتفقنا على تأجيل موضوع الارتباط الرسمي لمدة ثلاث سنوات
ويشهد الله علي أني ما كنت ابغي إلا الحلال ولا أحب الحرام
استمرت علاقتنا ثمانية شهور كنا نلتقي دائما, إلا أيام العطل
وحِين نلتقِي كنا نفعلُ مِن الأشياءِ التِي ماكانَ لنا أن نفعلهَا
وكلانا كان يشعرُ بالسعادةِ, وفي ذاتِ الوقتِ أنا لم أرى منه
أي بوادِرُ شر في تلك الفترة
وبعد ثمانية شهور جاء شاب لخطبتي
فرفضته وأبلغت الشاب الذي أحبه, بشأنِ هذَا الخاطب
فقال لي: تصرفي أنت كما تشائِي فأنا لا استطيع أن أخطبك الأن
وأنت تعلمين ظروفي
وبعد إلحاح من أهلي وافقت على الخطوبة
وقبل الخطبة بيومين كلمني الشاب الذي أحبه
وقال لي: اسمعي افسخي الخطبة وأنا سوف أخطبك.
تمت الخطوبة (كتب كتاب) في المحكمة
وفي اليوم التالي ذهبت إلى الجامعة وقابلت الشاب الذي أحبه
وعدنا إلى سابق عهدنا في الحب
وعندما كنت أعود إلى البيت, كنتُ لا أرفض أن أقابل خطيبي
وكنت اختلق المشاكل حتى تُفسخ الخطبة, بالرغم مِن انه كان رجلا
صالحا يصلي ويحبني
وبعد شهرين تقريبا من العذاب معي طلقني
فرحت كثيرا, ظنا مني أن حبيبي سوف يخطبني كما وعدني
ولكن هنا كانت المفاجئة وهِي أنهُ
كان عندما بدا يبتعد عني تدريجيا, فلم أره في عام كامل إلا مرتين
ذقت خلالهما من العذاب والألم ما يصعب وصفه.
بعد ذلك في إحدى الأيام كلمني على الهاتف
وقال لي: انه لا يريدني وأنني لو كنت أحبه لما خطبت.
فـــي تلـــك ألحظـــه أنهـــرت تمامـــا
وسألتُ نفسِي, أبعد كل مافعلت و تحديت العالم كله من اجله هكذا يكون رده؟؟؟
ولكني لم استسلم واستمرت علاقتي معه لمدة سنتان أيضا وكنا نتقابل
ونتشاجر كثيرا, ولكني مع هذَا كنت أشعر دائما انه يحبني ولن يتخلى عني
وفي أحد الأيام ذهبت لمقابلته وبدأ معي بشجار
وقال لي: بما أنكِ قد خطبتي فهذَا يعنِي أنكِ لا تحبينني, ثم تركني ورحل.
أحسست وقتها بإهانة فظيعة لم احتملها, وقررت لحظتها أن انهي علاقتي معه
وفعلا عدت الى البيت وأنا منهارة تماماً
واستيقظت مِن سُباتٍ عمِيِقٍ ومما كنت فيه, ولكن بعد الكثيرُ مِن السنواتِ التِي
ضاعت من عمري على من لا يستحق, وما فائدة الندم بعد فوات الأوان.
خلال هذه الفترة لم أجد من الجأ إليه سوى الله
فبدأت أصلي وتحجبت, والحمد لله أنا الأن فتاه ملتزمة
ولم يمر علي شهر رمضان مثل هذه السنة فلقد ختمت القران لأول مره في حياتي
ويشهد الله أن أهلي لم يقصروا معي في شي, ولقد ربوني على الأخلاق الحميدة
والدين ولكنني خنت الله وخنت أهلي وخنت نفسي
عندما فعلت ما فعلت مع ذلك الشاب و مع الشاب الذي خطبني
فمن خطبنِي لم يؤذني يوما بل أنا من أذيته
والأن أنا وحيدة واشعر بغصة سوف ترافقني طيلة حياتي
فأنا لا أستطيع نسيان ما حدث لي أبداً
ولكنني أتسائل دوما لما أنا حدث معي كل هذا؟؟؟
مع أنني إنسانةٌ طيبة القلب ولم أؤذي أحدا فِي حياتِي
كما أنني أعرف ثلاث صديقات لي أحببن, وتزوجن من أحببن وأنجبن
وكان واجهن ناجح, بحمدِ الله.
لماذا أنا صادفت رجل سيء فكانَ هو نصيبي؟؟
لا أعلم ولكن لا يغيب هذا السؤال عن ذهني أبدا
وأنا الأن أخشى من العنوسة ودائما أفكر ماذا سيحل بي
فإلي الأن لم يخطبني أي أحد, وما يخيفني أكثر هُو أنني سمعت
شيخا يقول: إن الله إن أعطي عبده نعمة ثم رفضها لا يعطيه إياها ثانية
كما أنني أفكر دائما هل يغفر الله لي ما فعلت؟؟؟
فلقد ظلمت شخصا وفعلت الكثير من الفواحش, أسأل الله أن يغفرَ لِي ولكُم.
أنني حائرة جدا واشعر أنني قد أخذت عقابي في الدنيا
فأنا أتعذب كثيرا وتقتلني الوحدة ولا أجد في حياتي ما يدعوا إلى الحياة
هذِهِ هِي قصتِي وهذِهِ هِي دموعِي وألمِي وندمِي
فلا تنسونِي من الدعاءِ, وجزاكم الله كل الخير
شخصي