قصة قصيرة .. ضحگ

قصة قصيرة .. ضحگ

بعد أن ودع أصدقاءه في‮ ‬آخر الليل،‮ ‬عاد إلى الصالون،‮ ‬حمل سفرة الشاي‮ ‬والحلويات وأكواب العصير وترك كوبا ممتلئا بالماء،‮ ‬كانت أصداء الضحكات والتعليقات مازالت ترن في‮ ‬ذهنه‮:‬
‮ ‬إنها قصة طريفة حقا‮.. ‬لماذا لا تكتبها؟‮.‬
‮ ‬رغم أنك رويتها لنا عدة ومرات إلا أننا لا نمل من الاستماع إليها وفي‮ ‬كل مرة تضحكنا أكثر‮..‬
عاد إلى الصالون،‮ ‬جلس على المقعد وراح‮ ‬يستعيد الحكاية،‮ ‬انفجر ضاحكاً‮ ‬وهو‮ ‬يتذكر تفاصيلها،‮ ‬ضحك حتى دمعت عيناه،‮ ‬داهمه خاطر؛ لو أن أحداً‮ ‬دخل إلى الغرفة وشاهده وهو‮ ‬يضحك بمفرده وسط هذا الصمت الليلي‮ ‬لقال أنه قد جن‮.‬
نهض من مجلسه،‮ ‬أخرج كراسة وقلما،‮ ‬وجلس إلى منضدة الكتابة وراح‮ ‬يكتب،‮ ‬كانت الابتسامة تتسع على شفتيه وهو‮ ‬يكتب ويكتب‮.‬
حين انتهى،‮ ‬عاد إلى الصفحة الأولى‮ ‬يقرأ القصة،‮ ‬شيئا فشيئا أخدت الابتسامة تتلقص على شفتيه إلى أن تلاشت تماما،‮ ‬اكتست ملامحه بالصرامة،‮ ‬داهمه رعب من تأويل للقصة لم‮ ‬يخطر بباله من قبل‮.‬
كوم الأوراق في‮ ‬يده،‮ ‬أراد أن‮ ‬يمزقها،‮ ‬لكنه تراجع،‮ ‬وضع الأوراق على المنضدة ثم توجه صوب المطبخ،‮ ‬غاب لحظات ثم عاد،‮ ‬فتح كومة الأوراق،‮ ‬وضعها على البلاط،‮ ‬أشعل الولاعة وراح‮ ‬يتابع اللهب الصغير وهو‮ ‬يلتهم الضحكات‮ ‬ويحيلها إلى هباء