[right]منبع الدكتاتورية و منهج العلاج
السلام عليكم و رحمة الله
إن ثقافة الشعوب العربية وفلسفتها و أدبياتها
مبنية على العنف و الفحولة و الفروسية والشعر و الفخر والنزاعات على الزعامة ثم إقصاء
الأخر.و مرد ذلك أن العربي لا يزال لا شعوريا يستلهم تربيته من الروح البدوية و
القبلية و الانقياد
لا طواعية للأقوى (إن أصعب الأمم انقيادا بعضهم لبعض هم
العرب)
فكل ما نراه من زخارف ومباني و نظم و وزارات
و سيارات وقوانين و دساتير.....ما هو الا مظهر من مظاهر الحضارة الغربية ومحاكاة
لا ترقى إلى مستوى التقليد الواعي ، وبالتالي صقل الأمور المقلدة وجعلها تناسب
ثقافته
ألقاب مملكة في غير موضعها كالهر يحكي
انتفاخا صولة الأسد .
و ما زاد على الطين بله، سيف ذو حدين قضى على
كل العرب لسوء استعماله (الفهم الخاطئ للدين و الريع)
لذلك من الاستخفاف بالعقل أن نقول كلمة الديمقراطية عند العرب، فهي ليست آلة- لسوء
الحظ - إذا شغلت أنتجت الديمقراطية،بل هي ثقافة تبنى مع مر السنين منذ الصغر في
الأسرة و المدرسة ثم أقول ثم في الشارع.
ثقافة التربية عند الجنس الأصفر مرجعيتها(عيب أو عار عليك) فينمو مفهوم مراقبة النفس
ثقافة التربية عند الغرب مرجعيتها (من حقك أو ليس من حقك)
فينمو مفهوم احترام القانون
أما العربي ثقافته مبنية على (الحلال و الحرام ) فإذا
غاب أو ضعف الأيمان لا يجد مرجعية أخرى يثق بها ، تكون بمثابة الرادع الأخلاقي.
وكل واحد منا يعرف الحلال و الحرام حسب مقاسه ليس حسب درء المفسدة وجلب المنفعة
العلاج
و إن كان لا يرضي الكثير
(و من يك ذا فم مر مريض يجد مرا به الماء الزلالا)1) تغيير المناهج التربوية و وضع أول مرجعية هي احترام و الاعتراف بالأخر.
2) تغيير الخطاب الديني العقيم و الركيك. وجعله واقعي ويناسب وقته أو حينه(
لم اقل عصره)
3) التركيز على تربية البنت في الإطار أعلاه لأنها منبع الأسس الأولى للتربية،
هناك مثل صيني ( إذا أردت أن تجني في عام
فازرع قمحا و إذا أردت أن تجني سنينا فاغرس شجرا و إذا أردت أن تجني للأبد فازرع
رجالا)
4) اللائكية لكي نتخلص من كل الشرعيات المبنية على أساس ديني ،ثوري ، عقائدي، اسري
،قبلي، فيرسخ مفهوم الوطن و المواطنة .(في السياسة والإدارة وليس في الاعتقاد) لان
المتنصلين من تحمل المسؤولية يقرنون اللائكية بالكفر
5) تحرير الفكر من كل القيود لحثه
على الإبداع، مثل فرنسي(القناعة المطلقة سجن للعقل)
6) استقلال القضاء والفصل بين السلطات
فمقولة (
فيك الخصام و أنت الخصم و الحكم) هي أساس
الاستبداد عند العرب
7) حرية الرأي والإعلام ليعرف من هو من
دون خوف فنخرج من الرمادية و النفاق ومسك العصا من الوسط ،ليحيا كل واحد بقناعته
لنفسه و ليس لإرضاء غيره لحاجة في نفس يعقوب.
وهكذا اعتقد أن البذور الأولى للديمقراطية،المجتمع
المدني،الوطن،المواطنة، احترام الآخر و القانون و الشفافية،سيكون لها تربة تنمو فيها
،من غير ذلك ، ستبقى الحكومات رجل إطفاء يخمد نيران الشعوب الغاضبة من حين إلى
أخر. [/right]