حدثنا صدقة بن الفضل أخبرنا يحيى بن سعيد عن سفيان قال حدثني أبي عن منذر عن ربيع بن خثيم عن عبد الله رضي الله عنه قال
خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا وخط خطا في الوسط خارجا منه وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط وقال هذا الإنسان وهذا أجله محيط به أو قد أحاط به وهذا الذي هو خارج أمله وهذه الخطط الصغار الأعراض فإن أخطأه هذا نهشه هذا وإن أخطأه هذا نهشه هذا
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله ( يحيى بن سعيد )
هو القطان ,
وسفيان
هو الثوري ,
وأبوه
سعيد بن مسروق ,
ومنذر
هو ابن يعلى الثوري ووقع في رواية الإسماعيلي " أبو يعلى " فقط , والربيع بن خثيم بمعجمة ومثلثة مصغر , وعبد الله هو ابن مسعود ومن الثوري فصاعدا كوفيون .
قوله ( خط النبي صلى الله عليه وسلم خطا مربعا )
الخط الرسم والشكل , والمربع المستوي الزوايا
قوله ( وخط خطا في الوسط خارجا منه وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط )
قيل هذه صفة الخط : والأول المعتمد , وسياق الحديث يتنزل عليه , فالإشارة بقوله " هذا الإنسان " إلى النقطة الداخلة , وبقوله " وهذا أجله محيط به " إلى المربع , وبقوله " وهذا الذي هو خارج أمله " إلى الخط المستطيل المنفرد , وبقوله " وهذه إلى الخطوط " وهي مذكورة على سبيل المثال لا أن المراد انحصارها في عدد معين , ويؤيده قوله في حديث أنس بعده " إذ جاءه الخط الأقرب " فإنه أشار به إلى الخط المحيط به , ولا شك أن الذي يحيط به أقرب إليه من الخارج عنه , وقوله " خططا " بضم المعجمة والطاء الأولى للأكثر ويجوز فتح الطاء , وقوله " هذا إنسان " مبتدأ وخبر أي هذا الخط هو الإنسان على التمثيل .
قوله ( وهذه الخطط )
بالضم فيهما أيضا , وفي رواية المستملي والسرخسي " وهذه الخطوط " .
قوله ( الأعراض )
جمع عرض بفتحتين وهو ما ينتفع به في الدنيا في الخير وفي الشر , والعرض بالسكون ضد الطويل , ويطلق على ما يقابل النقدين والمراد هنا الأول .
قوله ( نهشه )
بالنون والشين المعجمة أي أصابه . واستشكلت هذه الإشارات الأربع مع أن الخطوط ثلاثة فقط وأجاب الكرماني بأن للخط الداخل اعتبارين : فالمقدار الداخل منه هو الإنسان والخارج أمله , والمراد بالأعراض الآفات العارضة له فإن سلم من هذا لم يسلم من هذا وإن سلم من الجميع ولم تصبه آفة من مرض أو فقد مال أو غير ذلك بغته الأجل . والحاصل أن من لم يمت بالسيف مات بالأجل . وفي الحديث إشارة إلى الحض على قصر الأمل والاستعداد لبغتة الأجل . وعبر بالنهش وهو لدغ ذات السم مبالغة في الإصابة والإهلاك .
+++++++++++++++++
حدثنا مسلم حدثنا همام عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال
خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطا فقال هذا الأمل وهذا أجله فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب
فتح الباري بشرح صحيح البخاري
قوله ( حدثنا مسلم )
هو ابن إبراهيم , وثبت كذلك في رواية الإسماعيلي عن الحسن بن سفيان عن عبد العزيز بن سلام عنه .
قوله ( همام )
هو ابن يحيى وثبت كذلك في رواية الإسماعيلي .
قوله ( عن إسحاق )
في رواية الإسماعيلي " حدثنا إسحاق " وهو ابن أخي أنس لأمه .
قوله ( خطوطا )
قد فسرت في حديث ابن مسعود .
قوله ( فبينما هو كذلك )
في رواية الإسماعيلي " يأمل " وعند البيهقي في الزهد من وجه عن إسحاق سياق المتن أتم منه ولفظه " خط خطوطا وخط خطا ناحية ثم قال هل تدرون ما هذا ؟ هذا مثل ابن آدم ومثل التمني , وذلك الخط الأمل , بينما يأمل إذ جاءه الموت " وإنما جمع الخطوط ثم اقتصر في التفصيل على اثنين اختصارا , والثالث الإنسان , والرابع الآفات . وقد أخرج الترمذي حديث أنس من رواية حماد بن سلمة عن عبيد الله بن أبي بكر بن أنس عن أنس بلفظ " هذا ابن آدم وهذا أجله , ووضع يده عند قفاه ثم بسطها فقال : وثم أمله , وثم أجله " إن أجله أقرب إليه من أمله . قال الترمذي : وفي الباب عن أبي سعيد . قلت : أخرجه أحمد من رواية علي بن علي عن أبي المتوكل عنه ولفظه " إن النبي صلى الله عليه وسلم غرز عودا بين يديه ثم غرز إلى جنبه آخر ثم غرز الثالث فأبعده ثم قال : هذا الإنسان وهذا أجله وهذا أمله , والأحاديث متوافقة على أن الأجل أقرب من الأمل