رسالة إلى أهلنا في غزة

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى من رفع رأسنا عاليا
إلى رمز العزة والكرامة
إلى من جعلنا مازلنا نستطيع أن نقول أننا عرب
إلى المرابطين والمدافعين عن مسرى رسول الله وأولى القبلتين
إلى المدافعين عن كرامتنا وكرامة كل عربى بل كل حر
إلى حاملين لواء الجهاد فى سبيل الله



سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
أولا-إعلمو أنكم تصنعون اليوم تاريخا مجيدا وتسطرون صفحات من نور بدمائكم
سيظل التاريخ يذكرها ويفخر بها وستظل رمزا لعزتنا وكرامتنا لتنضم إلى صفحات مجيدة سطرها أبطالنا العظام مثل سيف الدين قطز وصلاح الدين ويوسف بن تاشفين وعز الدين القسام وأحمد ياسين
لقد إختاركم الله وإصطفاكم من بيننا لإعلاء كلمته وتحقيقا لقول رسولنا الكريم
من حديث ثوبان رضى الله عنه قال رسول صلى الله عليه وسلم " لا تزال طائفةٌ من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى ياتىَ أمر الله و هم كذلك " رواه مسلم والترمذى وبن ماجه.



ثانيا-أن الجهاد فى سبيل الله من أعظم ما كتب الله على عباده أجرا ومثوبة


{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ(10)تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ(11)يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ(12)وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ(13)يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ (14)}.(سورة الصف)
يقول صلى الله عليه وسلم : للشهيد عندالله ست خصال : يُغفر له في أول دفعة من دمه ، ويُرى مقعده من الجنة ، ويُجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار ، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها ، ويُزوج من اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويٌشفّع في سبعين من أهل بيته رواه الترمذي ، وهو صحيح
(رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد فى سبيل الله) رواه مسلم


ثالثا-إعلمو أن الله يبتليكم ولابيد من الرضا بقضاء الله والصبر عليه
يقول الحق جل وعلاوقد كشف هذا المعنى قوله تعالى :
(( أم حسبتم أن تدخلو الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب)).


يقول تعالى: إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [آل عمران:140].
تبارك وتعالى: وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ [آل عمران:141].


رابعا-إعلمو أن وعد الله حق والنصر قادم قادم لا محالة ولكن له شرط
{يا أيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَ يُثَبِّتْ أقْدامَكُمْ}
وتحقيق الشرط فى قوله تعالى
قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم }
(وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) 7 سورة الحشر
(فإن تنازعتم فى شيء فردوه إلى الله والرسول ) 59 النساء
خامسا-مزيدا من الصبر والصمود
يقول الله تعالى


وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:139].


(يا ايها الذين امنوا اصبرو وصابرو ورابطوا واتقو الله لعلكم تفلحون )


أي: لا تضعفوا عن الجهاد فيما نالكم من الجراح، ولا تحزنوا على من قتل منكم، والحال أنكم الأعلون الغالبون دون عدوكم، فإن مصير أمرهم إلى الدمار حسبما شاهدتم من عاقبة أسلافهم. (إن كنتم مؤمنين) أي: فلا تهنوا ولا تضعفوا إذا كنتم مؤمنين؛ لأن الإيمان يورث قوة القلب، والثقة بنصر الله تعالى، وعدم المبالاة بأعدائه، أو (إن كنتم مؤمنين) فأنتم الأعلون؛ لأن الإيمان يقتضي العلو لا محالة.
لا يفت فى عضدكم ما يملكه عدوكم من سلاح متطور ولا تحزنو لما ترونه من تخاذل حكام العرب عنكم وخيانتهم لله ولرسوله وللأمانة فهم قوم باعو الغالى بالرخيص وأشترو الدنيا الفانية بالآخرة الباقية
سادسا- لستم وحدكم
تيقنو أن لكم إخوة يتمنون أن يكونو معكم يقاتلون كما تقاتلون
ويصبرون كما تصبرون ويتألمون كما تتألمون يدعون لكم ليل نهار بأن ينصركم الله ويهلك أعدائكم ويسعون لدعمكم بكل وسيلة متاحة لهم
سابعا-أبشرو وإستبشرو


فالفجر يبزغ بعد غسق الليل ولقد تعلمنا من دروس التاريخ أن إرادة الشعوب دوما تنتصر ولكم فى دروس التاريخ العبرة والعظة وماحرب جنوب لبنان والأخيرة وإنتصار الأفغان على ثانى أقوى دولة فى العالم ببعيد ومن الماضى دحر سيف الدين قطز للتتار وهزيمة الناصر صلاح الدين للصليبيين وتحريره بيت المقدس



صمودا صمودا لآخر الطريق


ثباتا ثباتا مهما إشتعل الحريق



فقد لا ح الفجر لاح بالبريق


ونصر الله قد قارب التحقيق


" والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"



بقلم العبد الفقير لعفو الرحمن
د0جميل حسن الشريف

غزة في قلوبنا