تتسمّر جماهير المستديرة الساحرة أمام شاشات التلفاز في أصقاع
الأرض لمتابعة المواجهة التي يتنافس فيها منتخبا هولندا وأسبانيا على
اللقب العالمي الأول في تاريخهما. صحيحٌ أن المباراة النهائية تمثل الوجبة
الأساسية التي تقدمها جنوب أفريقيا هذه الليلة لسكان المعمورة، إلا أن
عُشاق كرة القدم سيكونون على موعد مع طبقٍ فاخر وغنيّ يستهلون به أمسية
الأحد. فقبل أقل من ساعتين على بدء النهائي الكبير، استمتع 88 ألف شخص
متواجدين بين جنبات ملعب سوكر سيتي ومئات الملايين في أنحاء العالم بسهرة
رائعة احتفالاً بختام النسخة الأولى من كأس العالم FIFA التي تستضيفها
القارة السمراء.
فبعد أن أرخى الظلام أجفانه على مدينة جوهانسبرج، تم
تخفيف الأضواء الكاشفة في هذا الملعب الساحر قبل أن يحلّق سرب طائرات من
طراز جريبن من سلاح الجو الجنوب أفريقي فوق هذا الصرح العظيم الذي يأخذ
تصميمه شكل يقطينة هائلة الحجم. وبينما كانت الشاشتان على طرفي الملعب
تبثان صور الألعاب النارية، استهل الموسيقي الجنوب أفريقي ستوان سيتيه
الحفل بأدائه لأغنية "سيزودالالا-لا" وتمايل الراقصون وسط الملعب وصنعوا
بأجسادهم شكل آلة الفوفوزيلا الموسيقية الفريدة.
وبعد أن شاركت في حفل إسدال الستار على نهائيات ألمانيا
2006 في ملعب برلين الأولمبي، عادت نجمة موسيقى البوب الكولومبية شاكيرا
مجدداً لتشارك في ختام هذه النسخة من أمّ البطولات حيث اعتلت المنصة مع
فرقة فريشلي جراوند الجنوب أفريقية لأداء أغنية "واكا واكا (لأجل أفريقيا
هذه المرة)" التي حققت نجاحاً منقطع النظير في أرجاء العالم. وتعتبر هذه
المرة الثانية التي يتم فيها تقديم الأغنية الرسمية للبطولة من قبل هؤلاء
الفنانين الذين أشعلوا شرارة انطلاق جنوب أفريقيا 2010 خلال حفل ساحر
استضافه ملعب أورلاندو في ضاحية سويتو عشية المباراة الإفتتاحية قبل شهر من
الآن.
تبع ذلك عرضٌ لأبرز اللقطات من مباريات الدور الأول، قبل
أن يعتلي الفنان سيتيه المنصة مجدداً لتقديم أغنية "إيفريوير يو جو" (أينما
رحلتَ) وشاركه فيها فريق "أفريقيا المتحدة" المكون من ستة موسيقيين قدِموا
من كافة أرجاء القارة السمراء. وبينما كان يتم عرض أبرز المحطات في الدور
الثاني وربع النهائي، تكفلت جوقة "ليديسميث بلاك مامبازو" الحاصلة على
جائزة جرامي الموسيقية ثلاث مرات، بإبقاء حماسة الجماهير على أشدّها حيث
تراقصت على إيقاعات أغنية "ويذر سونج" (أغنية الطقس).
وبعد أن أنهت الفنانة أبيجيل كوبيكا وفرقة مافيكزولو
عرضهما الرائع، استمرت الإحتفالات بين جنبات ملعب سوكر سيتي. لكن مسك
الختام كان مع عودة جميع الفنانين ومن بينهم جوزي وسليكور وزولوبوي وثيو
كجوسينكوي والفنانة نيانيل وعازف الفلوت فاوتر والفنان النيجيري توفيس
والغاني ساميني والفرقة التقليدية المحلية إيهاشي إليمهلوبهي، إلى المنصة
لتأدية أغنية "ساين أوف إيه فيكوري" (إشارة النصر) وهي النشيد الرسمي لكأس
العالم 2010 احتفالاً بقرب انطلاق المباراة النهائية الأولى في تاريخ
المونديال التي تُقام على تراب القارة السمراء.