العالم ينتظر أن تكشف المرحلة السابعة عشرة من
الطواف الفرنسي عن ملامح البطل، في الوقت الذي يحلم فيه الفرنسيون بتحقيق
فوزٍ سابع يذكرهم بأمجاد الثمانينات. من المنتظر أن تكشف قمة التورماليت عن ملامح بطل النسخة السابعة
والتسعين لطواف فرنسا، في الوقت الذي يبحث فيه أصحاب الضيافة الفرنسيون عن
فوزٍ يحطم رقمهم القياسي في المرحلة السابعة عشرة التي تصل بين بوا ومرتفع
تورماليت على مسافة 174 كيلومتر.
وتضم المرحلة مرتفعين من الدرجة الأولى هما: ماري بلونك مسافته 10
كيلومترات، ومرتفع سولور مسافته 12 كيلومتر، وفي الغالب قد لا يشهدان
الصراع المنتظر بحكم بعدهما عن خط النهاية، لكن الكل سينتظر المرتفع الأخير
والخارج عن التصنيف حيث الصعود لمسافة 20 كيلومتر نحو خط الوصول.
وتكشف المرحلة عن هوية بطل النسخة السابعة والتسعين للطواف،حيث
يتنافس منطقياً الإسباني البيرتو كونتدور واللوكسمبورغي آندي شليك، بينما
لا زالت الآمال تراود الإسباني صامويل سانشيز والروسي دينيس مونشيف نظرياً
فقط.
أندي شليك أمام الفرصة الأخيرة وسيكون اللوكسمبورغي آندي شليك قائد ساكسو بانك أمام فرصته الأخيرة
للفوز بطواف فرنسا في المرحلة الأخيرة من جبال البيرني التي ستمنحه
إمكانية كسب الزمن الضروري لمواجهة مرحلة ضد الساعة براحة كبيرة.
ولن يكون أمام شليك مساحة كبيرة للتحرك، ففي الغالب سيصل مرتفع
التورماليت بدون زميل يساعده، إلا في حال قررت باقي الفرق تأجيل الحسم حتى
نهاية المرحلة.
ويعاني ساكسو بانك من إنهاك شليك وفقدان فرانك منذ البداية، وعدم
توفر الفريق على متسلقين جيدين قادرين على مساعدة قائدهم حتى مراحل متقدمة،
واضعاً الشاب اللوكسمبورغي وحيداً في مواجهة المنافسين في مرحلة تقرر
مصيره في طواف فرنسا.
وفي آخر تصريح له، أعلن شليك أنه سيهاجم بقوة ويتمنى أن يكون في
قمة تورماليت قد استعاد قميصه الأصفر لكن ذلك لن يكون كافياً، إذ يمكنه
استعادة فارق الـ 8 ثواني التي لن تتوجه بطلاً للطواف.
الإسباني كونتدور يبحث عن اللقب من جانبه، يعرف الإسباني البيرتو كونتدور أن إنهائه المرحلة
محافظاً على قميصه الأصفر يعني فوزه بطواف فرنسا للمرة الثالثة في تاريخه
والثانية على التوالي.
وباسثتناء حادث أو عطب، لن يستطيع أحد أن ينزع منه اللقب في مرحلة
ضد الساعة التي يعتبر مرشحاً للفوز بها رفقة السويسري كانشيلارا.
ويريد كونتدور التأكيد على استحقاقه تصدر الترتيب العام وحمل
القميص الأصفر، وهذا يعني أنه لن يكتفي بالمراقبة وتتبع خطوات منافسيه، بل
سيهاجم ويحاول كسب المزيد من الوقت، لكن التصريح شيء والواقع شيء آخر،
فالكل يعلم أن كونتدور سيكتفي بمراقبة المرحلة حتى النهاية وسيهاجم في حالة
وحيدة وهي تأكده من تعب منافسيه.
أما فريق استانا، فيملك كل المقومات للدفاع عن قائده الكازاخستاني
فينوكوروف الذي سيكون كالعادة أهم دعم للإسباني في مرحلة يتوقع الجميع أن
تشهد التشويق.
أي دور لسانشيز ومونشيف ولا يزال حلم الإسباني صامويل سانشيز الثالث والروسي دينيس مونشيف
باللقب يراودهما، ففارق الدقيقتين سهل التذويب في قمة التورماليت، لكن
عليهما أخد المبادرة وانتظار الهدايا وأخطاء ثنائي الصدارة.
ولا يزال اللقب في الطريق ينتظر الطرفين، وخصوصاً مونشيف الفائز
بطوافي إيطاليا وإسبانيا والباحث عن دخول تاريخ العظماء عبر فوزه في فرنسا.
ويبدأ الفوز بالهجوم والتقدم إلى الأمام، أما الذهاب خلف كونتدور
وشليك فيعني انتظار مرحلة ضد الساعة لحسم مكمل منصة باريس بينهما.
الفرنسيون يبحثون عن فوزٍ سابع وتتجه الأنظار مرة أخرى إلى المتسابقين الفرنسيين، ففوزهم بالمراحل
الثلاثة الأخيرة ووصولهم إلى الفوز السادس الذي لم يسجل سوى مرتين في
تاريخ طواف فرنسا يجعل شهيتهم مفتوحة لتسجيل رقم قياسي جديد، حيث سيكون
الفوز السابع في النسخة الحالية أكبر تعويض عن عدم قدرتهم على الفوز بطواف
ينظم على طرقات بلدهم.
ويعود آخر فوز للأسطورة بيرنار هينو في نسخة 1985 وكان الفوز
الخامس له، وبعدها لم يتمكن أي فرنسي من الاقتراب من اللقب باسثتناء المركز
الثاني لفيرونك في نسخة 1997 خلف الألماني اولريش.
ويرجع الفرنسيون عجزهم إلى ضعف فرقهم المحترفة وعدم وجود المتسابق
المتكامل، فالفوز بالطواف يتطلب عدة إمكانيات أبرزها متسابق متكامل وفريق
جيد، لكن هناك تعويض آخر ينتظر الفرنسيين وهو الفوز بالقميص المنقط الخاص
بالمتسلقين.
ويدور الصراع حول اللقب بين متسابقين فرنسيين هما انتوني شارتو
المتصدر الحالي بـ 143 نقطة ومواطنه كريستوف مورو الثاني بـ 128 نقطة.
وتعرف المرحلة السابعة عشرة بتوزيع 70 نقطة في الجبال، وسيكون
الصراع بين المتنافسين قوياً في المرتفعين الأوليين على خلفية استحالة
وصولهما إلى المرتفع الأخير للتنافس على 40 نقطة الأخيرة في المرحلة.
ويبقى شارتو المرشح الأوفر حظاً للفوز باللقب، إلا إذا تأخر عن
السرب الرئيسي في المرتفع الأول، حينها ستكون الفرصة مواتية لمورو لخطف
القميص المنقط من منافسه.