ورقة من حياتي

اشتاق الى طفولتي التي اجد فيها نفسي
اشتاق الى حمقاتي وشغباتي
اشتاق الى دلالي
اشتاق الى عرائسي التي كنت أتفنن في تجميلها
اشتاق الى كل تفاصيل الفوضى التي كانت تحيط بي
حملت ألبوم صوري
بكيت بشدة تلك الفتاة التي شككت في انها انا
فتاة مبتسمة في كل الصور وبمختلف الاوضاع
فتاة تنبض بالحياة
تبتسم رُغم قساوة الزمان
صور جمدتها كاميرات كِبرنا
آه منك يا زمن
هل ألعنك أم ألعن نفسي

اشتاق الى أبي
اصبحت اشعر بغربتي في حضرتك
فتشت في القبة الزرقاء
عن نجمة تضيء ليل غربتي
فصعدت ....ولغيرك ما إهتديت
اشتاق الى لعبك معي
الى مداعبتك لي
أتُراني يا أبي قد كبرت؟
أتُراك اصبحت ترى في كبري خجلا يمنعك من مناغاتي
هل تذكر يوم سفرنا انا انت فقط
قد كان عمري انذاك عشر سنوات
تجولنا في رحاب العاصمة وكنت بين ذاك وذاك
تغرقني حنانا وتبدل وسعا حرصا على راحتي
اتمنى لو اقف واعانقك واضمك الى صدري كما كنت افعل معك في صغري
فلقد جُبت اغلب بحور الهوى والعشق
وفي كل مرة تردني امواج شطك
فانا يا ابي لازلت طفلة استظل بحنانك وانتشي بهمسك ودلالك
حييت ما حييت

أمي .........
ما ضمني فؤاد مثل فؤادك
حملتني تسع اشهر
واحتسيت مر القدر
تحملتي سهر الليالي
بكيت لبكائي
واجهت طوفانا من الشجن
لأجلي
وما ركنتِ لليأس والحزن
هدهدتني في المهد
ومسحت من على وجهي قسمات الكد
وانا بدوري كتبت شعرا للهوى
للغزل
كتبت خواطرا للجوى
للهزل
ولم ازل .....
لكنني امامك دوما اعجز وبحروفي أُذل
الان وقد كبرت
اصبحت ترينني انثى ناضجة
لابد لها من ان تترفع عن الدلال
لكنني يا أمي طفلة واحب ان اكون كذلك في نظرك
فلا شيء يغنيني عن حنانك
فيا دفئي المفقود في غابات كِبري
هُزي اليك بجذع قلبي
يتساقط حزني وبكائي على اطلالي
فلازلت ألهو كالاطفالِ
أتوق الى حنة العيدين
التي كنت تُخضبين بها اليدين
تختارين لي لون ردائي
وتزيننين شعري بشريط الالوان
انت وأبي فرحتي
فرحة غيبتها ايام كِبري
تلاشت مع بلوغي
فصارت كفنا
وغربتي اضحت وطنا
هجرت حمامات الدلع مدينتي
وسُلبت مني احلام الطفولة
آه يا زمنا مفقودا
تحن اليك القلوب الحزينة
تواريت في عيناي
فاصبحت خُرافة عشق حكتها الايام

رائع